السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

هل يجوز تدريس أولادنا في مدرسة إسلامية بٌنيت بقرضٍ ربويٍّ ؟

150347

تاريخ النشر : 04-07-2010

المشاهدات : 7575

السؤال

هل يجب على المسلمين أن يرسلوا أطفالهم إلى مدرسة إسلامية تم بناؤها بقرض ربوي (فائدة) من البنك ؟ وهذه المدرسة هي المدرسة الإسلامية الوحيدة بالمدينة ، ولهذا فليس هناك بديل إسلامي آخر . وبالمناسبة : فإن هذه المدرسة الإسلامية تعاني من بعض المشاكل ولم تسِر على ما يرام منذ افتتاحها ربما بسبب الربا .

الجواب

الحمد لله.


أوجب الله تعالى على الوالدين العناية بأولادهم ذكوراً وإناثاً ، وليست العناية محصورة بالطعام والشراب واللباس بل هناك ما هو أهم من ذلك وأولى أن يكون له نصيب في اهتمامات الوالدين وحساباتهم ، ونعني به تربية الأولاد على الأخلاق الإسلامية وحب الدِّين ، وتعليمهم العلم الشرعي النافع ، ومتابعة قيامهم بالواجبات الشرعية وعلى رأسها الصلاة ، وتجنيبهم أصدقاء السوء وأخلاق السوء .
ولعلَّ حسن اختيار منطقة السكن ، وحسن اختيار الجيران والأصدقاء يكون مساهماً في حسن التربية والرعاية ، كما أن حسن اختيار المدرسة الإسلامية له أثر كبير في إحسان التعليم والتربية .
وكون المدرسة الإسلامية قد بُنيت بقرض ربوي : فإن هذا لا يمنع إرسال المسلمين أولادهم إليها ، والإثم إنما هو على من اقترض بالربا لا على الدارسين ولا على المدرسين .
ومن بنى بيتاً بقرض ربوي فإنما إثمه عليه وحده ، وليس ذلك بمؤثر على حل زيارته في ذلك البيت والأكل من طعامه ، مع النصح له بالتوبة مما فعل ، وقد ذكرنا هذه المسألة في جواب السؤال رقم ( 110208 ) فليُنظر .
وأعظم من ذلك وأجل : أنه لو بُني مسجد بأموال ربوية صرفة ، أو اقترض مال بنائه من بنك ربوي بزيادة ربوية : فإن ذلك لا يؤثر على حل الصلاة فيه .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"ومن ذلك - أيضاً - ما أشكل على بعض الناس : يأتي إنسان يتعامل بالبنك أو يتعامل بأشياء أخرى محرَّم كسبها ، ثم يبني مسجداً أو يصلح طريقاً فيقول : هل يجوز أن أصلِّي في هذا المسجد الذي أصلحه مَنْ مَالُهُ حرامٌ أو أمشي في الطريق ؟
نرى أنه لا بأس أن يصلِّي في هذا المسجد ولو كان من مال ربوي أو من كسب محرم آخر ؛ لأن إثمه على كاسبه ، ثم نقول : هذا الرجل الذي بنى المسجد لعله أحدث توبة وبنى هذا من أجل أن يتخلص من الإثم والكسب الحرام ، فنكون إذا صلينا في ذلك وشجعناه : نكون عوناً له على التوبة" انتهى .
" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 10 / 60 ) .
وعلى هذا فلا حرج عليكم في إرسال أولادكم للتعلم في هذه المدرسة ، مع أهمية نصح القائمين عليها بالتوبة إلى الله تعالى ، والحرص على أن تكون أموالهم وأعمالهم حلالاً جائزة حتى يبارك الله تعالى لهم فيها .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب