الحمد لله.
هذه التعويضات تصرف للمتضررين ، ولمن تنطبق عليهم الشروط ، فمن لم تنطبق عليه شروط الاستحقاق فلا يجوز له أن يأخذ من هذا المال شيئاً .
ومن الناس من يظن أن المال العام مباح لكل من يأخذه ، وهذا الظن خاطئ ، فلا يحل لأحد أن يأخذ شيئاً من هذا المال إلا إذا كان مستحقاً له .
عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري ( 3118) .
( يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ) " أَيْ : يَتَصَرَّفُونَ فِي مَالِ الْمُسْلِمِينَ بِالْبَاطِلِ ". انتهى من "فتح الباري" ابن حجر (6/219) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وكذلك يتخوضون فيها بالدعاوى الباطلة ، كأن يدعي ما ليس له وهو كاذب ، وما أشبه ذلك ". انتهى من "شرح رياض الصالحين" (2/538) .
وقال الصنعاني: " في الحديث دليل على أنه يحرم على من لم يستحق شيئاً من مال الله أن يأخذه ويتملكه ، وأن ذلك من المعاصي الموجبة للنار ". انتهى من "سبل السلام" (4 /192) .
وعلى هذا ، فإذا لم تكن من المتضررين بالسيول ، فلا يحل لك أن تأخذ من هذا المال ريالاً واحد ، ولا أن تعطي والداك منه شيئاً ، فإنك بذلك تعينهم على أكل المال بالباطل ، ويلزمك أن ترد المال الذي أخذته للجهات المسئولة عنه .
وعلى من جعلهم الله في مقام المسئولية من اللجان المختصة التدقيق فيمن يستحق من المتضررين وغيرهم ، فإن إعطاء من لا يستحق كحرمان من يستحق ، كلاهما من الظلم والخيانة للأمانة.
والله أعلم
تعليق