الحمد لله.
أولاً :
الصلاة في قارعة الطريق منهي عنها في الشريعة ، لما فيه من التضييق على الناس ، وإشغال المصلي نفسه ،فيقل خشوعه في الصلاة .
وانظر جواب السؤال رقم : (164176) .
ثانياً :
الأصل أن تقام الصلوات الخمس في المساجد ، ولا يجوز تعطيل المساجد ، وإقامة الصلاة
في الطرقات والشوارع .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (8918)
.
فإذا وجد عذر يبيح ترك الصلاة في المسجد ، كما لو كان
المسجد بعيداً ، أو كان الرجل مشغولاً في عمله بحيث يتضرر أو يشق عليه الذهاب إلى
المسجد ، أو يخشى على دكانه ومتجره من السراق ونحو ذلك ؛ فإذا اتفق هؤلاء على أن
يقيموا الصلاة في الطريق ، ونظروا إلى مصلحة أخرى تترتب على هذا الفعل ، وهي إظهار
وحدة المسلمين واجتماعهم ، وإظهار الصلاة أمام غير المسلمين ، لعل ذلك يكون سبباً
لإسلامهم أو على الأقل لبحثهم عن الإسلام فلا حرج في ذلك ، ولكن مع مراعاة ما يلي :
1- أن يكون ذلك في جانب من جوانب الطريق ، وليس في المكان الذي يحتاجه الناس للمشي
فيه ، حتى لا يكون في صلاتهم في الطريق أذية للناس ، فيحصل عكس ما أرادوا ، حيث
ينفر الناس من الإسلام والمسلمين ، لأنه كان سبباً في التضييق عليهم ، مع ما فيه من
المخالفة الصريحة لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في قارعة الطريق .
2- أن لا تكون أنظمة البلد تمنع ذلك ، حتى لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة والضرر .
3- أن لا يؤدي هذا الفعل إلى مفسدة ، كأن ينظر إليهم الناس على أنهم قليلو الذوق ،
أو خالفوا النظام العام ، والآداب العامة ... ونحو ذلك .
ومن الممكن تحصيل هذه المصلحة المشار إليها بالاجتماع في مكان واسع ، كحديقة ، أو مصلى العيد ، أو ملعب للكرة ؛ إذا كان ذلك كله مسموحا متاحا ، وهو أحسن في إظهار ذلك ، وأبعد عن أذى الآخرين ، أو مخالفة النهي الوارد .
والله أعلم
تعليق