الحمد لله.
نعم ، إن ما يمر به أخوك ، سواء كان مرضا عضويا ، أو كان سحرا ، أو كان حالة نفسية ، أو غير ذلك ، نعم هو ابتلاء من الله تعالى لعبده ، شأن كل ابتلاء يمر بالإنسان في الدنيا ، وهو من تقدير الله عليه ، ومن الجيد أن أخاك يدرك هذا ويفهمه .
لكن ليس من الجيد ، ولا من الصواب ، أن يظن أن عليه أن يتنظر أن يرفع الله سبحانه ذلك عنه ، فإن الإيمان بالقدر لا ينافي الأخذ بالأسباب ، بل إن الله تعالى إذا قدر الشيء ، قدر له أسبابه الموصلة إليه ، كما أن الشبع بقدر الله ، لكن الجوعان يأكل ، وكما أن الولد بقدر الله ، لكن من طلب الولد تزوج ، وهكذا .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً ) رواه البخاري (5678) .
فتبين بذلك أن الله تعالى كما قدر الأمراض ، فقد قدر لها الدواء الذي يلائمها ، عرفه من عرفه ، وجهله من جهله .
فالواجب عليك أن تتلطف مع أخيك ، وترفق بحاله ، وتقنعه بأن يتداوى من دائه ، ومن المستحسن أن يمشي في الطريقين معا : العلاج الطبي المعتاد لمن كان في مثل حاله ، ومحاولة النظر في أمر سحره ، وذلك بعرض نفسه على راق يرقيه بالقرآن ، وبما يعرف من الرقى الشرعية المستقيمة .
نسأل الله أن يشفي لك أخاك ، وأن يعينك على أمره ، ويجزيك خير الجزاء .
والله أعلم .
تعليق