الحمد لله.
يجب على المسلم أن يحفظ سمعه وبصره وجوارحه من الوقوع فيما حرَّم الله تعالى عليه ، والأصل أن الصيام يهذِّب النفوس ويكون وقاية لصاحبه من الوقوع في الشهوات .
وقد اختلف العلماء في إبطال الصوم بإنزال المني بالتفكر ، فأبطله المالكية ، ولم يبطله جمهور العلماء ، والظاهر أنهم لم يبطلوا به الصيام لأنه لا إرادة للعبد فيه ، فهو شيء يأتي على الخاطر ولا يمكن دفعه ، أما مع تعمد التفكر والاسترسال به بقصد الإنزال : فلا فرق - حينئذٍ - بينه وبين تعمد النظر من أجل الإنزال ، والجمهور يرون إبطال الصيام بتعمد النظر حتى الإنزال.
جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 26 / 267 ) :
"ذهب الحنفية والشافعية إلى : أن إنزال المني أو المذي عن نظر وفِكر لا يبطل الصيام ، ومقابل الأصح عند الشافعية أنه : إذا اعتاد الإنزال بالنظر ، أو كرر النظر فأنزل : يفسد الصيام .
وذهب المالكية والحنابلة إلى : أنَّ إنزال المني بالنظر المستديم يفسد الصوم ؛ لأنه إنزال بفعل يتلذذ به ، ويمكن التحرز منه .
وأما الإنزال عن فكر : فيفسد الصوم عند المالكية ، وعند الحنابلة لا يفسده لأنه لا يمكنه التحرز عنه" انتهى .
وانظر جواب السؤال رقم ( 22750 ) .
وإذا فسد الصوم فالواجب عليك قضاء ذلك اليوم ، ولا يلزمك كفارة ، لأن الكفارة لا تجب إلا على من أفسد صيامه بالجماع .
وانظر جواب السؤال رقم : (38074) و (71213) .
فالواجب عليك فعله :
1. التوبة من معصية فعل العادة السرية .
وانظر – في تحريمها - جواب السؤال رقم ( 329 ) .
2. قضاء ذلك اليوم .
والله أعلم
تعليق