الحمد لله.
الذي فهمناه من السؤال أنه يتم في المسجد عروض من قبل أطفال فيها ما يسمَّى " خفة يد " أو " سحر تمثيلي " ، فإن كان هذا هو الواقع : فقد أحسنتِ في منع أبنائك من حضور تلك العروض التي يجري فيها ذلك المنكر ، وقد أساء أولئك الذين رضوا بذلك وقاموا على تنفيذه ، وتزداد الإساءة حين يكون العرض في المسجد وحين يكون على يد أطفال ، فنرجو أن لا يتكرر منهم هذا الفعل ، وعليهم واجب تربية أطفال المسلمين على الأخلاق النبيلة وتعليمهم العلم النافع وتنشئتهم على اعتقاد أهل السنَّة والجماعة من غير دخن ولا خلل ، وإن كان ثمة نصح منكم لهم وإنكار فليكن باللين والرفق .
وليُعلم أن السحر الذي ذمَّه الله تعالى وحذَّر منه النبي صلى الله عليه وسلم منه ما يسمَّى " سحر التخييل " وقد ذكره الله تعالى في كتابه الكريم في قوله ( فَإِذَا حِبَالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّل إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِم أَنَّهَا تَسْعَى ) طه/ ، فقد سمَّى الله تعالى عملهم ذاك سحراً ، وقد سمَّاهم سحرة ، كما أن من شأن مثل تلك العروض أن تهوِّن من شأن السحر والسحرة ، وهذا خلل من أولئك القائمين على مثل تلك العروض في باب تربية النشء بالإضافة إلى الوقوع في الإثم في الفعل ذاته .
سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :
ما حكم مشاهدة " السحر التمثيلي " سواء كان على الطبيعة أو على التلفاز ؟ .
فأجاب : " لا يجوز مشاهدة السحر سواء كان حقيقيّاً أو تمثيليّاً تخييليّاً ، لا يجوز ؛ لأنه باطل ، ولا يجوز للإنسان مشاهدة الباطل ؛ لأنه إذا شاهده : فقد أقره ، إلا إذا كان يشاهده من أجل القيام بإنكاره والعمل على إزالته : فلا بأس بذلك ، أما أن يشاهده ساكتاً ومتكلما بذلك : هذا حرام ، لأنه لهو بالباطل " انتهى .
وسئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – أيضاً - :
يكثر في الإجازة الصيفية إقامة المهرجانات التي تقام بقصد الترفيه ، ويحصل فيها ألعاب " السيرك " وإحضار أشخاص يقوم بعضهم بالمشي على الحبال وسحب السيارات بشعره وأكل الجمر ، وغير ذلك من الأمور ، علما بأن بعضهم تظهر على سيماهم الصلاح ، فما حكم فعلهم هذا ؟ .
فأجاب : " هذا من الشيطان ، هذا الفعل من الشيطان ، لا أحد يأكل الجمر ، ولا أحد يشرب ماء حارّاً ، فكيف يأكل الجمر ، يكذب ، لكن يُظهر للناس أنه يأكل الجمر ، وهو في الحقيقة لا يصل الجمر إليه ، الجمر لا يصل إليه ولا إلى جسمه ، كذلك السيارة هو بجانبها ، ... ولا يجوز للمسلمين أن يقروا هذا الشيء ولو كان يسمُّون هذا من الحيل ، ويسمُّونه من الفنون ، ويسمُّونه ما يسمونه يعني : نفتح الباب للسحر ، نفتح الباب للشعوذة ، هذا أمر لا يجوز ، ويجب على ولاة الأمور منعه ، يجب عليهم منعه في الحال ، وأن لا يُقر ، وليس لأحد من طلبة العلم يسكت على هذا الشيء . انتهى مختصراً .
وإن كان سؤالكم عن غير هذا الذي ذكرناه : فنرجو إعادة مراسلتنا ، مع توضيح المقصود ، شاكرين لكم جهودكم في العناية بأبنائكم وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة .
والله أعلم
تعليق