الحمد لله.
أولا :
ليست قضية الرزق والمال متعلقة بالإيمان والكفر ، فإن هذا من عطاء الربوبية الشامل لعباد الله جميعا ، مؤمنهم وكافرهم . قال الله تعالى : ( كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) الإسراء/20
وليست سعة الأرزاق للكفار ، وغير المسلمين ، دليلا على كرامتهم ومنزلتهم ، وليست قلة الرزق على المؤمن الموحد دليلا أيضا على إهانته وسقوط منزلته ، بل كل شيء عنده سبحانه بمقدار ، ودبره بعلمه وحكمته . قال تعالى : ( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) يعني : ليس الأمر كما تظنون، أو كما يظن هؤلاء .
ثانيا :
الذي نحذرك منه غاية التحذير أن تلجأ إلى ذلك القرض الربوي ، فالربا وإن كثَّر ، فإن عاقبته إلى قُل : يمحق الله الربا ؛ فحذار حذار من ذلك الباب يا عبد الله .
وينظر جواب السؤال رقم (9054)
ولا نرى أن ظروفك تحتمل المجازفة بدراسة جديدة في مثل هذه السن ، وقد تجد بها عملا ، وقد لا تجد .
وإنما حاول مرة أخرى، وثانية ، وثالثة ، واستعن بالله ولا تعجز ، والجأ إلى ربك في أوقات السحر ، وفي صلواتك : أن يفرج عنك كربك ، ويكشف همك وغمك، ويوسع عليك في رزقك .
ولا بأس أن تحاول العمل في مجال آخر ، حتى ولو لم يكن تخصصك ، حتى ولو كان عملا مؤقتا ، حتى لو فصلوك منه بعد ذلك ، فقد علمت وقتا تنتفع به ، ولا تيأس يا عبد الله ؛ إنه لا ييأس من رحمة ربه إلا الضالون .
ولا بأس أن تبحث عمن يرقيك من أهل السنة والدين والاستقامة ، وإن كنا نرى أن ما ذكرته من أمر السحر مستبعد .
يسر الله لك أمرك ، ووسع في رزقك ورزق أهلك .
والله أعلم .
تعليق