الحمد لله.
أولا :
مرحبا بك يا (لانا) ضيفة على موقعنا ، وقد سرنا حرصك وسؤالك عن ( الحرام ) ، يعني في ديننا ؛ وهذا يدل على رغبة عندك في الخير .
لكن لا ندري كيف فاتك أن تسألي عن الحرام الأكبر فيما أنت فيه ، وعن الحل الأعظم لذلك كله ؛ فاتك أن تسألي عن بقائك في دينك القديم ، وقد سمعت بالإسلام ، وتزوجت رجلا مسلما ؛ ألم تفكري في التعرف أكثر على هذا الدين ؟ ألم تفكري في البحث عما أنت فيه ، وهل يصح أن تبقي هكذا ، تعتقدين أن لله ولدا ، أو زوجة ، أو شريكا .. ، ألم تسألي عن نفسك عن الطريق لاتباع هذا النبي الخاتم ، محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي جاء مصدقا للأنبياء والمرسلين من قبله ، حاملا للناس آخر رسالات الله إلى البشر ؟!
أتعلمين ـ يا أمة الله ـ أنك إن آمنت بهذا الدين ، ودخلت فيه ، فلن يصبح عندك مشكلة مع الماضي الأسود المليء بالخطايا ، أيا كانت هذه الخطايا ؟!!
أتعلمين أنك بمجرد دخولك في هذا الدين ، سوف تبدئين صفحة بيضاء مع الله ؛ قد غفر لك ما كان فيها من الخطايا ، بمجرد انتهائك عنها ، وتوبتك منها ، ودخولك في الإسلام ؛ قال الله تعالى : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ) الأنفال/38 ؟!
لا ؛ بل قد وعد الله التائبين عن شركهم ، والتائبين عن معاصيهم ، أن يجعل الله لهم في صحائفهم حسنات ، بدلا من سيئاتهم التي كانت فيها : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) الفرقان/68-71
إن التي فكرت أن تسألنا عن ( الحرام ) لن يكون صعبا عليها أن تبدأ في الطريق ، أن تبحث عن السعادة الكبرى ، والطهارة الحقيقية من الشرك ، والمعاصي !!
ونرجو النظر في جواب السؤال رقم (34171 )ورقم (14246 )، كما نأمل مراجعة قسم ( تعرف على الإسلام ) في موقعنا .
ثانيا :
ليس هناك فرق في تحريم الزنا بين ما إذا تبعه زواج ، أو لم يتبعه زواج ، فالزنا محرم لذاته ، وجريمته جريمة مستقلة ، لا يعفي صاحبها أن يتزوج بعدها ، أو لا يتزوج ؛ ثم إن زواج الزاني بمن زنى بها : لا يصلح الماضي ، لأنه انتهى ، ولا يعالجه ؛ إنما يعالجه ، ويصلحه : التوبة الصادقة منه .
فإذا تاب الزانيان ، ثم أرادا أن يتزوجا بعد ذلك : فلا حرج عليهما ؛ وأما قبل التوبة : فلا يجوز للمسلم أن يتزوج من أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) إلا المحصنة العفيفة .
فإذا كان هذا الزواج قد وقع قبل التوبة من الزنا ، ولم يكونا على علم بالحكم : فعليهما أن يعيدا عقد النكاح من جديد .
وينظر جواب السؤال رقم (126051 )
نسأل الله أن يشرح صدرك للإسلام ، وأن يمن عليك وعلى زوجك بالتوبة النصوح .
والله أعلم .
تعليق