الحمد لله.
النية شرط لصحة الصلاة، فمن دخل في الصلاة ولم تكن له نية لم تصح صلاته .
قال ابن قدامة رحمه الله : "لا نعلم خلافاً بين الأمة في وجوب النية للصلاة, وأن الصلاة لا تنعقد إلا بها ، والأصل فيه قول الله تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ). والإخلاص عمل القلب, وهو النية, وإرادة الله وحده دون غيره, وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات , ولكل امرئ ما نوى ). ومعنى النية القصد, ومحلها القلب" انتهى من "المغني" (1/287) .
غير أن تصور وقوع هذه المسألة [الصلاة بلا نية] بعيد جداً ، والنية يجوز أن تكون مقارنة لتكبيرة الإحرام ، ويجوز أن تكون قبلها بزمن يسير .
فالمسلم إذا سمع الأذان ثم قام وتوضأ وذهب إلى المسجد ، وجلس منتظراً إقامة الصلاة ، ثم لما أقيمت الصلاة وقف في الصف .. إلخ فهذا – قطعاً – قد نوى الصلاة التي أُذن لها ، وأقيمت ، فكيف يحصل عنده شك في النية بعد هذا ؟
فعلى هذا ، فالظاهر أن ما يأتيك من الشك هو من وساوس الشيطان يريد أن يشغلك في صلاتك ، ويمنعك من التدبر والخشوع فلا ينبغي أن تلتفت إليه .
وللاستزادة في علاج الوسوسة ينظر جواب سؤال رقم (100268) و (62839) .
وينبغي أن يعلم أن الشك إذا كثر فإنه لا يلتفت إليه ، لأنه يكون من وساوس الشيطان .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "إذا كثرت الشكوك مع الإنسان حتى صار لا يفعل فعلاً إلا شك فيه، إن توضأ شك، وإن صلى شك، وإن صام شك، فهذا أيضاً لا عبرة به؛ لأن هذا مرض وعلة، والكلام مع الإنسان الصحيح السليم من المرض، والإنسان الشكاك هذا يعتبر ذهنه غير مستقر فلا عبرة به " انتهى من "الشرح الممتع" (3/379) .
والله أعلم
تعليق