الحمد لله.
أولا :
لا شكّ أنّ التصرّف الذي قام به زوجك تجاه أمك تصرّف دنيء وسيء لا يصدر عن كرماء النفوس وشرفائها, ولعله كان في لحظة غضب وانفعال لم درك فيها قبح فعله .
ثانيا :
يلزم الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف ، ومن ذلك توفير المسكن والمأكل والمشرب والملبس ، فإذا امتنع عن النفقة أو توفير السكن المناسب ، كان هذا سببا مبيحا لطلب الطلاق .
والأصل أنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق إلا عند وجود العذر المبيح لذلك ؛ لما روى أبو داود (2226) والترمذي (1187) وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود .
والبأس : هو الشدة ، وسوء العشرة ، أو الامتناع عن الحقوق الواجبة .
وعليه فإن استقام زوجك ، وأنفق عليك بالمعروف ، وجهز السكن المناسب لك ، لزمك
الرجوع إليه ، وينبغي حينئذ أن يسعى عقلاء الأسرة إلى الإصلاح بينه وبين والديك .
وليس لوالديك منعك من الرجوع إلى زوجك إذا استقام وأدى الحقوق الواجبة عليه .
والذي نراه لك : أن تمنحيه الفرصة هذه المرة ، ليحاول أن يصلح ما أفسده كما قال ،
بل حاولي أنت أن تساعدي العقلاء في الإصلاح بين زوجك وأسرتك ؛ فلعل الله أن يصلح
حاله ، ويحسن خلقه ، ويجمع بينكما على خير .
ثالثا :
لا ينبغي للرجل أن يمنع زوجته من زيارة أهلها ، بل ينبغي أن يعينها على برهم وصلتهم
، لكن إن منعها من الزيارة لزمها طاعته على الأرجح ، وليس له أن يمنع والديها من
زيارتها أو الكلام معها ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (87834) ورقم
(83360) .
والله أعلم .
تعليق