الحمد لله.
لا شك أن ما ذكرته مشكلة ينبغي النظر في أسبابها ، والبحث عن طرق علاجها ، والذي يظهر لنا أن جوهر المشكلة يتضح من قولك : " فزوجتي غير مهتمة بهذا الأمر و ليس عندي جاذبية نحوها ، و نحن لا ننام في سرير واحد على الأقل ".
فكيف يعيش زوجان تحت سقف بيت واحد أربع سنوات ، لا يكون بينهما جماع ؟
وأي خلل في العلاقة الأسرية أبين من هذا ؟
وكيف تنتفي جاذبيتك نحوها طول هذه المدة ؟
وكيف تستغني المرأة عن هذه الحاجة الفطرية كل هذه المدة مهما كانت ضعيفة الرغبة ؟
إن مبدأ العلاج أن تدركا - معا- أن من أهداف النكاح ومقاصده : تحصيلَ العفة ، وقضاء الشهوة ، وحصول السكن والمودة ، وأنكما بهذا السلوك لا تقيمان علاقة زوجية ناجحة .
وينبغي أن تلتقي هممكما على علاج هذه المشكلة ، في جو من الصراحة والتفاهم ، وليس يعيب الزوج أن يخبر زوجته بحاجته الفطرية في المعاشرة ، وأن يقف على أسباب عزوفها عنه .
والمسألة ليست في قضاء شهوتك وحاجتك فحسب ، بل في تحصيل العفة لزوجتك أيضا ، وأنت مسئول عن ذلك ، ولا يعفيك عن هذه المسئولية كونك لا تنجذب إليها .
إن العلاقة الزوجية تقوم على أداء الحقوق ، أكثر مما تقوم على العواطف والميول ، فلو فرض أنك لا تميل إلى زوجتك ، فأنت أيضا مسئول عن إعفافها ، وعليك أن تعالج مسألة انصرافك عنها ، وعدم اهتمامها بك ، فربما كانت هناك حواجز تحول بين قلبيكما ، من سوء معاملة ، أو انشغال زائد ، أو غير ذلك من الأسباب .
ثم إن هذه العلاقة الفاترة ، الخالية من الاتصال والمعاشرة ، تحيط بها الأزمات من كل جانب ، بل هي باعثة على الأزمات ، ولابد أن يظهر أثرها ومفعولها في التعامل اليومي ، وفي ذلك خطر على الأطفال لا يمكن إغفاله .
فالنصيحة لك أن تجلس مع زوجتك ، وأن تتقرب إليها ، وأن تتقي الله تعالى فيها ، وأن تدركا معا حِكم الزواج وأهدافه ، وأن تصلحا حالكما مع الله ، لتنصلح لكما الحياة ، فإن الله تعالى وعد أهل الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة فقال : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .
فاجتهد أيا الأخ الكريم في
العمل بهذه الأسباب ، وستجني الخير والراحة إن شاء الله ، وباعتقادنا أن نومكما معا
في فراش واحد ، سوف يقرب كثيرا من المسافة البعيدة بينكما ، وسوف يولد شعورا
متبادلا برغبة كل منكما في صاحبه .
والله أعلم .
تعليق