الحمد لله.
عليك أن ترضي أمك وأباك ، لأن طاعتهما واجبة ، والزواج من امرأة بعينها لا يجب ، وقد صرح ابن الصلاح والنووي وابن هلال -كما ذكر العلامة محمد مولود الموريتاني في نظم البرور - بوجوب طاعة الوالد إذا منع ابنه من الزواج بامرأة معينة .
لكن إن خشي الوقوع في الحرام مع هذه المرأة ، كان درء هذه المفسدة مقدما على طاعة الأبوين.
قال الشيخ المرابط أباه ولد محمد الأمين الشنقيطي في نظم الفردوس :
إن يمنع الوالد الابن من نكاحْ امرأةٍ امنعن على ابنه النكاحْ
ما لم يكن خشي من معصيةِ تقع بينه وبين المرأةِ
كما عزاه للهلالي السيدُ عبد الإله العلوي الأمجدُ
فإن كنت حريصا على الزواج من هذه المرأة فعليك بإقناع
والديك بأسباب اختيارك لها ، فإن وافقا فالحمد لله ، وإن أصرا على الرفض وجبت
طاعتهما ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .
ولا يخفى أنه مع اشتراط أهلها موافقة والدك ، فإنه لا سبيل إلى الزواج منها إلا
بإغضاب ومخالفة أهلكما معا ، وفي هذا من المفسدة والشر الشيء الكثير ، إضافة إلى ما
سبق من المعصية والعقوق .
ولا ينبغي أن يحزنك ذلك ، فإن الله جاعل لك بطاعتهما خيرا وتوفيقا ، ولا يخفى ما
للوالدين من عظيم الحق والفضل الذي يستدعي شكرهما وبرهما والإحسان إليهما والتضحية
بكثير من الملذات والمسرات لأجلهما ، ولعل الله أن يسوق لك امرأة فيها من الصفات
الدينية والخلقية ، ما يرضيك ويرضي والديك .
والله أعلم
تعليق