الحمد لله.
يجب على الزوج أن يعدل بين نسائه في النفقة والمبيت والسكنى ، كما بينَّاه أكثر من مرة – ولينظر – مثلاً – جواب السؤال رقم ( 127145) - ومما لا شك فيه أن التقصير في أحد تلك الأمور يترتب عليه إثم على الزوج ويترتب عليه – كذلك – مشكلات في حياته بسبب المطالبات بتحقيق العدل ومتابعة تحقيقه لذلك .
فإذا جاء الزوج بما أمره الله تعالى به من العدل الظاهر فيما ذكرناه ، فإن عليه أن يُحسن قيادة بيوته فيُظهر قوامته على زوجاته ويضع الأشياء في مواضعها ، فلا يميل ولا يشتط ، ومن حسن قيادة الزوج المعدد لبيوته ، أن لا يسمح لإحدى نسائه بالتدخل في شئون الأخرى ، ومن باب أولى أنها لا تملي عليه ما يفعله معهن ، وكل أحد يعلم ما يكون بين الضرائر من غيرة ، فإذا كان الزوج أُذناً ؛ أي : سامعا موافقا لواحدة منهن ، يستجيب لرغباتها تجاه الأخريات ، فإنه سيفشل في جمعه بين أكثر من زوجة ، إلا أن تكون الزوجة الأخرى عاقلة وصابرة ترى ذلك منها ومنه ، فتتحمل وتصبر رجاء أن يهديه الله فيُظهر شخصيته وقوامته على تلك الزوجة ، ولا يسمح لغيره بقيادة دفة بيوته ، وليعلم الزوج أنه إذا سمح لإحدى زوجاته بتوجيهه فيما يفعله مع زوجاته الأخريات ، فإنه لن يكون لذلك حدٌّ عند تلك الموجِّهة له ، وأنها ستتدخل حتى في أدق التفاصيل فيما بينه وبين سائر نسائه ، وقد يصل الأمر إلى أن تطلب منه أن يطلق أو يستبدل ! ولذا فلا ينبغي له السماح لذلك بأن يحدث ، وليقطع الطريق على تلك المتدخلة في شئون زوجاته الأخريات من أول الأمر ولو أنها تغلف ذلك بغلاف النصح ! .
والجواب عن أصل سؤالكِ – أختنا السائلة – أنه ليس
للزوجة الأولى صلاحية في التدخل في شئونك الحياتية والدعوية ، وأن مسئولية الزوج
تقتضي منه وقف ذلك التدخل وعدم السماح به إذا أراد لحياته الزوجية أن تستقيم وتستمر
.
على أننا نوصيكِ بالصبر والاحتساب ، ونوصيك بالتلطف مع الزوج في الإنكار عليه ،
وأنت تعلمين أن حياة المعددين لا تخلو – عادة – من مشكلات بين الزوجات وأن ذلك يزول
– إن شاء الله – مع الصبر والتعقل وحسن العشرة للزوج وحسن الصحبة لسائر نسائه
الأخريات .
وما ذكرت من حال زوجك ، ودينه وخلقه ، يجعلك تحتملين ذلك الجانب الضعيف ، أو القاصر
عنده ، حتى ولو لم يتمكن من إصلاحه ، فالحياة ليس لها جانب واحد دائما ، وكفى المرء
نبلا أن تعد معايبه .
وفقك الله ، وأصلح لك زوجك ، وأصلح ذات بينكما ، وجمع بينكما في خير .
والله أعلم
تعليق