الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن تكوني وصديقتك ممن اجتمع على طاعته وأن تكونا من المتحابات في جلاله عز وجل ، وأن يعظم لكما الأجر يوم القيامة .
وحتى تكون هذه العلاقة بينك وبينه شرعية وتكون المحبة في الله تعالى يجب عليكما الابتعاد عن كل ما يكدرها من شوائب المعصية .
ونحن لا نوافقك على ما طلبك من صديقتك أن ترسل لك صورتها ، فما حاجتك إلى رؤية الصورة أو التعلق بها ، إن الأخوة الإيمانية قائمة على تآلف الأرواح والقلوب ، لا على تآلف الأشكال والصور .
وليس لها أيضا أن تخالف عهدها لأخيها ، أو أن تحنث في يمينها ، وليس هذا موضع ضرورة ولا حتى حاجة ، ولا في إرسال الصورة قربة إلى الله حتى نقول لها : أرسلي الصورة ، وكفري عن يمينك .
وانظر أجوبة الأسئلة ( 10668 ) .
هذا كله ، لو لم يكن في
التصوير محذور ، فكيف وكلام أهلا العلم في المنع منه مشهور .
ثم عدم الأمان والضمانة لمثل هذه الصور التي ترسل أو تنشر على الشبكة ، فمن اليسير
أن تقع في يد من لا يخشى الله ، فيعبث بها ، ويتلاعب بها .
وانظري جواب السؤال رقم (
13633 ) ورقم (
13342 ).
وهذا المنع في التصوير يشتد إذا كان المصوَّر أنثى ؛ لأن المرأة عورة كلها ، ونقلنا
في جواب السؤال رقم (
13342 ) عن الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - قولَه : " تصوير النساء لا يجوز
مطلقاً لما في ذلك من الفتن والشرور التي ترتب عليه زيادة على تحريم التصوير في حد
ذاته ، فلا يجوز تصوير النساء للسفر ولا لغيره ، وقد صدر عن هيئة كبار العلماء قرار
بتحريم ذلك " انتهى .
واعلمي أن كثيراً من النساء
المستقيمات على شرع الله تعالى بينهن من الصداقة والأخوَّة والمحبَّة الأمر العظيم
ومع ذلك لم ترَ الواحدة منهن صورة الأخرى ، ولعلَّ ما بينكِ وبين صديقتك من الود
والمحبة والصداقة أن يكون سبباً في حصول زيارة فتلتقيان وجهاً لوجه ، ويحصل بينكم
من – إن شاء الله - الفائدة والنفع الدنيوي والديني شيئاً كثيراً .
والله أعلم
تعليق