الحمد لله.
أولا :
تلك نصيحة لكل فتاة مسلمة : إياك وما يسمى بالحب ، وما يتبعه من العواطف الكاذبة والأماني الفاسدة واللقاءات الحارة ، وما يُتمنى به من عش الزوجية الهنيء ، فإنه لا هناء في معصية الله ، ولا سعادة في خلاف أمر الله ، إنما هي شهوة وقعت ، وهوى استحكم في القلب ، ثم ما يلبث أن ينكشف الغطاء ، ويقع البلاء وتحصل الفتنة ويكون الندم ، وكثيرا ما يكون بعد فوات الأوان.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله :
" عشق الأجنبية فيه من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ، وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها ، ثم قد تفسد عقله ثم جسمه " انتهى من . "مجموع الفتاوى " (10/132) .
ويقول ابن القيم رحمه الله :
" العشق مرض من أمراض القلب ، مخالف لسائر الأمراض فى ذاته وأسبابه وعلاجه ، وإذا تمكن واستحكم ، عز على الأطباء دواؤه ، وأعيى العليل داؤه " انتهى من "زاد المعاد" (4 /265) .
ثانيا :
إذا كان هذا الشاب بالحال التي تصفينها ، من تعاطي المخدرات ، ولو أحيانا ، وعدم المحافظة على الصلوات ، وعدم الثقة بكلامه ، أو يمينه ؛ فمثل هذا لا يؤمن عليك ، ولا ينبغي لك أن تقبليه أصلا ، فضلا عن أن تحرصي عليه ؛ فأين دينه ، وخلقه ، وصدقه ، ومروءته ؟
فكيف إذا كان والدك غير متقبل له من حيث الأصل ؟
والحاصل : أن الذي نراه لك
أن مثل هذا الشاب لا يصلح لك ، ولا ينبغي لك أن تتعلقي به ، ولا تأسفي على فواته ،
وافتقري إلى الله أن يمن عليك بمن هو خير وأصلح لك منه .
وما أحسن ما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" يجب على الولي أن يتقي الله عز وجل في من ولاه الله عليها ، فإذا خطبها من هو كفء
زوجها إذا رضيت ، وإذا خطبها من ليس بكفء لم يزوجها حتى لو رضيت هي بهذا الرجل وهو
ليس كفئا بدينه ، فإنه لا يجوز لوليها أن يزوجها ؛ لأنه مسئول عنها ، فلو خطبها من
لا يصلي لا يزوجه ، ولو خطبها من كان معروفا بالفجور وبشرب الخمر وبالحشيش لا
يزوجها ، حتى لو رضيت هي وقالت : أنها تريد هذا الرجل فإنه لا يزوجها ، لو قالت :
لا تريد أن تتزوج بغيره هل يزوجها ؟ لا ، لا يزوجها ، حتى لو ماتت وهي لم تتزوج
فليس عليه إثم ؛ لأن هذه أمانة يجب عليه أن يختار من هو كفء في دينه وخلقه ؛ لأنه
مؤتمن على هذه المرأة " انتهى .
"لقاء الباب المفتوح" (159 /4)
وللمزيد يراجع السؤال رقم : (101686)
، (106436) .
والله تعالى أعلم .
تعليق