الحمد لله.
أولا :
نحذر أخواتنا المسلمات من هذا التعارف الذي يحصل عن طريق الإنترنت ؛ لما يحصل بسببه من الشر والفساد ، ومن أراد التعارف للمصاهرة فليأت البيوت من أبوابها .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء " (17/67) : " لا تجوز المراسلة بينكِ وبين شاب غير محرم لك بما يعرف بركن التعارف ؛ لأن ذلك مما يثير الفتنة ، ويفضي إلى الشر والفساد " انتهى .
ثانيا :
الواقع أنه مع عدم وقوفنا على طبيعة تلك المخالفة العقدية التي وقفت عليها في كلام هذا الشاب ، فإننا لا ننصحك بالمضي في طريق الارتباط به ؛ وذلك أن قضية العقيدة ، والسنة والبدعة ، ليست تمرينا رياضيا ، أو حمية غذائية ( رجيم ) يمكنه أن يقوم به لفترة ما ، ثم نطمئن بعدها إلى أن وضعه الصحي قد تحسن ؛ لا ، فالأمر أعمق من ذلك بكثير ؛ إنها قضية قناعات ، وصدق مع النفس ، ومنهج يتشربه القلب .
إننا لا نحب لك أن تدخلي في أمر ، وأنت منه على هذا الخطر : هل يقبل هذا الشاب مبدأ دراسة تختلف مع ما يعتقده أولا ؟ وإذا قبل : فلأي شيء قبل ذلك ؛ ألأجل أن يصل إلى الحق في مسألة اختُلف فيها ، وأشكلت عليه ، أم لأجل الظفر بامرأة يريد نكاحها : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ؟!!
وإذا قدر أنه قبل هذه الفكرة حقا ؛ فكرة دراسة العقيدة هذه ، فليست مسائل العقيدة والديانة أيضا : دواء نضعه في فمه جرعات محددة ، بل الأمر فيها أمر ديانة ، وهداية توفيق وشرح صدر من الله جل جلاله ؛ فمن يضمن لنا حصول شيء من ذلك كله ؟
فما الذي يجبرك على أن تغامري هذه المغامرة ؟!
ومن الذي يضمن لك ألا يؤثر هو عليك فيما بعد ، ويجرك إلى ما اعتقده من البدعة ؛ لا سيما وهو ينشر آراءه بصورة مكنتك من الاطلاع عليها ؟!
وإذا قدر أنه بقي على رأيه ، وبقيت أنت على رأيك ، ولم يتغير أي منكما ؛ أفلا ترين أن هذا سوف يكون له أثر سلبي على المودة ، ودوام العشرة بينكما ؟!
وأما مسالة الحال المادية التي هو عليها ، والفرق الكبير بينكما ، فهذا وإن لم يكن هو أساس القبول والرد ، فإنه أمر لا يمكن إغفاله ، وعدم مراعاته ، لا سيما إذا وصل الأمر إلى العجز عن توفير المسكن المستقل ، أو الشك في ذلك ؛ فهذا أمر لا ننصحك أن تتساهلي فيه ، لا مع هذا الشاب ، ولا مع غيره ؛ فكم جر الاشتراك في المسكن من مشكلات ، وسبب من متاعب ؛ فما الذي يحملك على جلب التعب والتنغيص لنفسك ؟!
والحاصل : أننا لا ننصحك
بالإقدام على هذه التجربة ، ولا نرى أن هذا الاختيار مناسب لك ولظروفك .
وفقك الله لما فيه الخير ، ويسر لك أمرك ، وشرح صدرك .
راجعي جواب السؤال رقم : (93543)
.
والله تعالى أعلم .
تعليق