الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

أولياء فتاة يطلبون النصح هل يوافقون على تزويجها من أوربي أسلم حديثاً ؟

177691

تاريخ النشر : 05-04-2012

المشاهدات : 8511

السؤال


إن ابنتي جامعية في السنة السابعة طب ، تبلغ من العمر 25 سنة ، لها صديقة متزوجة بجزائري في ألمانيا ، وكلهم جزائريون , التقى هذان الزوجان برجل أعمال ألماني يقول إنه قد أسلم , يبلغ من العمر 51 سنة , مطلِّق وله ولدان , ويبحث عن مسلمة ملتزمة , فاستشار الزوجين في مساعدته , فدلته صديقة ابنتي على ابنتي ، فاتصل بها عبر الانترنت ، وأغراها بتوفير كل ما تطلبه بما فيها استكمال دراستها التخصصية بالخارج ، فانبهرت ابنتي بهذه الفكرة ، وسارعت بطرحها على العائلة ، وبعد دراستنا – نحن عائلتها - الموضوع : وجدنا المشاكل التالية : • لا نعرف عن حقيقة إسلامه شيئا . • لا نعرف عن حقيقة خلقه شيئا . • لا نعرف عن حقيقة أصوله شيئا . • لا نعرف عن حقيقة أهدافه شيئا . • عدم التكافؤ في السن . • عدم التكافؤ في المحيط الاجتماعي . • قطع النسل العربي من البنت . • إمكانية حصوله على رغبته في ألمانيا . هـــــــــذا من جهته هو , أما من جهة البنت فقد استخلصنا ما يلي : • أن مستقبل البنت لا يبعث على القلق باعتبارها طبيبة . • البديل من بلدها ووطنها متوفر في شباب الجزائر . • المحافظة على القيم العربية الإسلامية واجب ديني . لهذا ارتأت عائلتنا أن تقحمكم لإعطائها الموقف الشرعي في الموضوع لعلنا أغفلنا جانباً شرعيّا في القضية . وفي الأخير تقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير ، متمنين منكم الرد السريع على هذا الاستفسار ، وشكراً .

الجواب

الحمد لله.


نحن وإن كنا نشكر لابنتك إطلاع أهلها على عرض ذلك الرجل وما وعدها به ، إلا أننا ننكر عليها قبولها بمراسلة أجنبي عنها ومحاورته ، وإذا كانت هي عاقلة متزنة ـ بحمد الله ـ فإن كثيرات سواها قد وقعن ضحايا لمثل تلك المراسلات .
وبعد التأمل فيما ذكرتموه عن ابنتكم وعن ذلك الرجل الألماني : فإننا نوصي بشدة بعدم قبوله زوجاً لابنتكم ، وما ذكرتموه من اعتبارات كافٍ لمثل هذا الحكم ، وتشريع ركنية الولي في عقود الزواج غاية في الحكمة ، لئلا تنساق الفتاة وراء هواها فتقبل بكل معسول الكلام ، منمق الألفاظ الباني للأحلام في الهواء ! وها هو الدليل على ذلك أنكم لم تكتفوا بما وقع في قلوبكم من حكم على ذلك الرجل حتى سارعتم لطلب المشورة من موقعنا هذا ، وهذا يدل – إن شاء الله – على أنكم أهل لتحمل الأمانة ، وأنكم المؤتمنون الناصحون على أعراضكم .
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الأولياء ونصح لهم بالنافع الصالح لتزوج مولياتهم وهم المرضيون من أهل الدين والخلُق ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) رواه الترمذي ( 1084 ) ، وابن ماجه ( 1967 ) ، وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وقال رجل للحسن : " إن لي بنية فمن ترى أن أزوجها ؟ فقال : " زوِّجها ممن يتقي الله تعالى ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها " .
وأنَّى لكم معرفة ذلك في الرجل الراغب بتزوج ابنتكم ؟! ونحن هنا ننبه إلى أنه قد يكون مسلماً حقيقة ، وقد يكون صادقاً في رغبته ، لكنَّ ذلك كله لا تعرفونه عنه ولا شيئاً منه ، ولو فرض أنه قد تأكد لكم أنه من المسلمين الصادقين في استقامتهم ، فإن ما ذكرتموه بعد أمر إسلامه من الأسباب – أيضاً – كافٍ للحكم بعدم صلاحيته لتزوج ابنتكم ، ويكفي من ذلك أنها ستقيم في ديار الكفر ، وستدرس وتعمل في بيئاتهم وبلادهم ، الأمر الذي يخشى منه على دينها وخلقها ، كما أن من عادة اختلاف البيئات واللغات والطبائع أن تكون مؤثرة سلباً غاية التأثير ، مما يحدث بسببه فشل في الزواج في كثير من الحالات .

ولذا فإننا معكم تماما في رفض هذا الزواج ، وننصح ابنتكم أن تصرف نظرها عن قبول ذلك الرجل زوجاً لها ، ولتعلم أن رأي أهلها ومن هو أعلم منها بحال الرجال والبيئات مقدم على رأيها بلا أدنى شك ، ولتسأل ربها تعالى أن يختار لها الأحسن من الرجال الصالحين ليكون زوجاً لها ، تقيم وإياه بيتاً مؤسساً على طاعة الرحمن ليكون منه – إن شاء الله - النبتة الصالحة من الذرية الطيبة .
ونسأل الله تعالى أن يهديها لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يرزقها زوجا صالحاً وذرية طيبة .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب