الحمد لله.
الذي نختاره لك البقاء في " قطر " والمحافظة على جنسية بلدك؛ لأن في ذلك مصلحة لك في دينك ودنياكِ ، ولا شك أن اهتمام المسلم ينبغي أن ينصبَّ فيما يصلح دينه ويعينه على طاعة ربه تعالى ، ولم تشرع الهجرة في الأصل إلا من أجل الحفاظ على الدين وإقامة شعائره ، وبما أن " قطر " هي خير لك من الناحية الدينية ، فنحن نشجعك على البقاء فيها ، والاحتفاظ بجنسيتها ، وهذا الأمر ييسر لك زيارة أمك ، والاعتناء بها ، فيمكنك مع أخيك زيارتها في بعض أشهر السنة ، ويمكنكم استضافتها في أشهر أخرى عندكم في " قطر " ، كما أن المال هو عصب الحياة ، فقد تقوم بها ظروف تستدعي الإنفاق عليها ، وإذا كان المال بين أيديكم حينها ، كان ذلك أدعى للقيام ببرها على وجهه الأكمل .
وأما الناحية العاطفية فهي وإن كانت مهمة في حياة المسلم ، إلا أنَّ ظروف الحياة الصعبة تجعل تقديم غيرها من النواحي عليها أمراً حتميّاً ، ومن هنا رأينا بعض النساء قد مرت بها ظروف ، فجاهدت نفسها في ترك الزواج الثاني ، للقيام على أولادها عناية ورعاية لهم ، لما رأت أن في زواجها تضييعاً لهم ، وهكذا رأينا بعض الرجال تركوا التزوج من أبكار وصغيرات في السن ، من أجل العناية بأولادهم لما وجدوا تعارضاً بين هذا وبين تربية أولادهم والعناية بهم .
ونحن لا نقول بأن تتركي السعي في التزوج بذلك الشاب الذي يرغب بالتزوج منك ، بل نرى أن يتم تقديم الطلب للإذن بالموافقة عليه ، وأن يُبحث عن أهل الخير من أهل الشفاعات الحسنة ليساعدوا في تسريع إنجاز المعاملة .
وفي حال طالت المدة أو جاء الرد بالرفض فنرى أن تسترجعي وأن تسألي الله تعالى أن يخلفك خيراً منه ، والمسلم لا يدري أين يكون الخير لدينه ودنياه ، وقد يكون هذا التعويق للتزوج بذاك الشاب من الخير لك حتى ينصرف أمره عن قلبك ، وقد يتقدم للزواج منك من هو خير منه ديناً فيكون سبباً لصلاح حالك وصلاح أسرتك وذريتك ، ونسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان ، وأن يوفقك لما يحب ويرضاه .
والله أعلم
تعليق