الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

كتاب منسوب للحافظ السيوطي !

182486

تاريخ النشر : 21-09-2012

المشاهدات : 76820

السؤال


كتاب " نواضر الأيك " هل تصحّ نسبته إلى الحافظ السيوطي ؟ . وإذا كان يثبت ماذا يقول السادة العلماء في هذا الكتاب ؟

الجواب

الحمد لله.


عُرف عن جلال الدين السيوطي رحمه الله كثرة التأليف ، ولم يقتصر تأليفه في فنٍّ واحد بل إنه لم يكد يترك فنّاً من الفنون التي شارك فيها ، إلا وله فيه مؤلَّف أو أكثر ، وهو ما دعا بعض الكتَّاب والنسَّاخ وأصحاب الهوى لأن ينسبوا له كتباً ليست له مثل كتاب " الحكمة في الطب والرحمة " وغيره .
والكتاب الوارد ذِكره في السؤال مما يغلب على الظن أنه منحول على الإمام السيوطي وأنه ليس من تصنيفه ؛ لما احتواه الكتاب من أخبار الفجَّار والمجَّان والزواني والزانيات ، وقد أخطأ من نسب الكتاب له سواء من المشتغلين بالمخطوطات أو بالمطبوعات .
وهذه شهادة من أحد المشتغلين بكتب السيوطي وفهرستها حول هذه الكتاب وإخوانه ! وهو الأستاذ الدكتور سمير الدروبي – من جامعة " مؤتة " في الأردن قسم اللغة العربية - وفقه الله - حيث يقول : " نُسبَ للسيوطي ما ليس له ، ونُحل كتباً كثيرة وبخاصة في موضوع الكتب الجامعة لعدة فنون وكتب الأدب والنوادر ، سيما ما يتعلق منها بالباه الذي لم يؤلف فيه السيوطي سوى ثلاثة مصنفات مذكورة في هذا الفهرست ، وهي : " الوشاح في فوائد النكاح " و " اليواقيت الثمنية في صفات السمينة " و " وشقائق الأُترنج في رقائق الغُنج " ، ومقامة تسمى بـ " رشف الزلال من السحر الحلال " .
وكاتب هذه السطور موقن بأن تناول السيوطي مثل هذا الموضوع الحرج لم يكن مبعثه الميل إلى الهزل أو الإحماض ، ولا الرغبة في رواج كتاب تتداوله أيدي النساخ ويقبل عليه القراء ، ولكن ولوجه باب أدب الباه أو الجنس جاء إما إجابة لسؤال شرعي تصدي للإجابة عنه ، وقد نص على ذلك صراحة في مقدمة " شقائق الأترنج " يقول – ص 19 - " هذا جزء يسمى " شقائق الأترنج في رقائق الغُنج " ألفته جواباً لسائل سأل عن حكمه شرعاً… " أو رغبة في الإصلاح ، ويتبدى ذلك من خلال " مقامة رشف الزلال من السحر الحلال " عندما رأى بعضاً من شباب عصره يترددون إلى بيوت الفساد ، فأنشأها ترغيباً لهم في الزواج وترهيباً لهم من طاعة الشيطان وإغوائه الذي يقودههم إلى مهاوي الرذيلة ومبيناً – مخطوط ، ورقة 2 - " أن التزويج قرين الإيمان القائم الكافل له بضمان الأمان المشروع في جميع الملل والأديان المستمر بلا نسخ على مدى الأزمان " .
وبناء على ما تقدم وعلى ما عرف من التزام السيوطي بألا يكتب شيئاً يسأل عنه في الآخرة – كما في كتابه " حسن المحاضرة " ( 1 / 320 ) - فإنني أميل إلى أن جلّ ما نُسب إليه من كتب في موضوع ( الباه ) غير صحيح النسبة إليه ، بل هو دعيّ في أدبه وعلمه ، ولعله مما نحله إياه النسَّاخ الذين يريدون رواجاً لمثل هذا الطراز من الكتب ، أو مما دسّه عليه خصومه وأعداؤه اللّد ، ولذلك فإن ما عزي إليه من مثل كتاب " الإيضاح في أسرار النكاح " و " الأيك في معرفة … " و " مباسم الملاح ومناسم النكاح… " و " نواخر الأيك … " وغيرها : يُعدُّ دخيلاً على الرجل ، وهو مما عمله غيره باسمه وألحق به زوراً وميناً " انتهى من بحث بعنوان ( السيوطي ورسالته " فهرست مؤلفاتي " علوم اللغة والنحو والبلاغة والأدب والتاريخ ) ص 48 ، 49 .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب