الحمد لله.
أما اسم " دانية " : فلا حرج في التسمي به ، ومعنى دانية : قريبة ، والمقصود من التسمية بهذا الاسم التفاؤل بقربها من الخير واللين والسهولة ، لكنه أشبه بأسماء البنات منه بأسماء الذكور . راجع إجابة السؤال رقم (116400) .
أما " دانيا " : فهو يعود في
مبناه ومعناه إلى " دانية " ، إلا أن بعض الناس يولعون بالتسمية بما آخره ألف ،
كـ"رانيا" و"رندا" و"داليا" ، وبعض الذي آخره تاء يقلبون تاءه ألفا لخفتها
ولاستحسان المد .
ومع أنه لا محظور في معناه ، فيما يبدو لنا ، إلا أننا لا نشجع على التسمية به ،
لما فيه من لبس في المعنى ، وعدم استقامة اللفظ على مقتضى اللغة .
أما " ديّان الله " :
فالديان هو الله تعالى ، روى أحمد (15612) عن عَبْد اللَّهِ بْن أُنَيْسٍ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يُحْشَرُ
النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - أَوْ قَالَ الْعِبَادُ - عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا )
قَالَ قُلْنَا وَمَا بُهْمًا ؟ قَالَ ( لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ، ثُمَّ
يُنَادِيهِمْ : أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ
حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ )
حسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/218) ، وصححه الألباني في "ظلال الجنة"
(1/266)
و" الديّان " : قَالَ الْحَلِيمِيُّ : هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْله (ملك يَوْم
الدّين) وَهُوَ الْمُحَاسِبُ الْمُجَازِي لَا يُضَيِّعُ عَمَلَ عَامِلٍ " . انتهى
من "فتح الباري" (13/ 458) .
وهو أيضا بمعنى الملك المطاع ، والقهار الذي يقهر الناس على طاعته ، والحاكم
والقاضي ، وقد روى البيهقي (20359) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ قَالَ : " وَيْلٌ لِدَيَّانِ مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنْ دَيَّانِ مَنْ فِي
السَّمَاءِ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ , إِلَّا مَنْ أَمَّ الْعَدْلَ , وَقَضَى
بِالْحَقِّ , وَلَمْ يَقْضِ عَلَى هَوًى , وَلَا عَلَى قَرَابَةٍ , وَلَا عَلَى
رَغَبٍ , وَلَا عَلَى رَهَبٍ , وَجَعَلَ كِتَابَ اللهِ مَرْآةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ
".
صححه الألباني في "مختصر العلو" (ص103) .
وراجع : "لسان العرب" (13/164) .
فالتسمية بـ"ديان الله" لا
وجه لها ؛ لأن الله هو الديان ، فلا يضاف اسم من أسماء الله إلى لفظ الجلالة ، وهذا
من ناحية اللفظ .
وأما من ناحية المعنى ، فالديان هو الله ، ولا يستحق أحد أن يتسمى بهذا الاسم ؛
فضلا عن أن يضاف إلى الله ، فيقال : ( ديان الله ) .
والذي ينبغي على من أراد التسمية ، أن يبتعد عن كل ما فيه لبس ، وألا تقصد الإغراب
في التسمية ، أيا ما كان الأمر ، بل يتعمد البحث عن الاسم الحسن الجميل ، الذي يؤلف
في بيئته ، ويقف الناس على معناه ، وفي الأسماء الواضحة الحسنة المعنى ، الخفيفة
اللفظ ، ما يغني عن كل هذه الغرائب .
راجع إجابة السؤال رقم (1692)
لمعرفة الأسماء المحرمة والمكروهة في الشرع .
وراجع إجابة السؤال رقم (7180)
لمعرفة آداب تسمية الأبناء .
والله أعلم .
تعليق