الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

هل تجب عليه العمرة إذا كان له مال إلا أنه بحاجته لإكمال دراسته ؟

السؤال


دخلت جمعية وخصصتها لأداء العمرة ، ثم قررت أن أدرس شهادة في مجالي لأحسن دخلي وأتزوج ، وتكلفتها مثل تكلفة العمرة 3 مرات ؛ فهل أستطيع أن أؤجل العمرة وأدفع المصاريف المطلوبة مني حاليا ، من هذه الجمعية ؟ أم أكون ممن خالفوا العهد ؟

الجواب

الحمد لله.


أولاً:
القول الصحيح أن العمرة واجبة في العمر مرة واحدة مع الاستطاعة .
وقد سبق بيان ذلك في جواب سؤال رقم (39524).

فإذا توفرت شروط الوجوب [ قدرة ماليه وبدنية ] ، وجب عليه الاعتمار على الفور ، ولا يجوز التأخير إلا لعذر.
قال الحجاوي رحمه الله : " الحج والعمرة واجبان على المسلم الحر المكلف القادر في عمره مرة على الفور "
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
قوله: " على الفور "، أي: يجب أداؤهما على الفور إذا تمت شروط الوجوب.
والدليل على ذلك ما يلي :
أولاً : قوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت )آل عمران/ 97 .
ثانياً : حديث أبي هريرة : ( أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا ).
والأصل في الأمر أن يكون على الفور، ولهذا غضب النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية حين أمرهم بالإحلال وتباطؤوا .
ثالثاً : لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له ، فقد يكون الآن قادرا على أن يقوم بأمر الله عز وجل ، وفي المستقبل عاجزا .
رابعاً : لأن الله أمر بالاستباق إلى الخيرات فقال : ( فاستبقوا الخيرات )البقرة/ 148، والتأخير خلاف ما أمر الله به ، وهذا هو الصواب ، أنه واجب على الفور " .
انتهى من "الشرح الممتع"(7/13).
ثانيا :
إن كان له مال إلا أنه بحاجته ؛ لشراء مسكنٍ أو زواج أو إكمال دراسة .. فلا حرج عليه في تأخير العمرة إلى حين القدرة ؛ لأنه لا يسمى والحال هذه مستطيعاً، والحج والعمرة إنما يجبان على المستطيع .
قال الحجاوي رحمه الله في "زاد المستقنع" : " والقادر: من أمكنه الركوب ، ووجد زاداً وراحلة صالحين لمثله بعد قضاء الواجبات والنفقات الشرعية والحوائج الأصلية "
قوله: " والحوائج الأصلية " ، أي: لا بد أن يكون ما عنده زائدا على الحوائج الأصلية، وهي التي يحتاجها الإنسان كثيرا؛ لأن هناك حوائج أصلية، وحوائج فرعية.
مثال الحوائج الأصلية: الكتب، والأقلام، والسيارة، وما أشبه ذلك، هي غير ضرورية، لكن لا بد لحياة الإنسان منها، فطالب العلم عنده كتب يحتاجها للمراجعة والقراءة، فلا نقول له : بع كتبك، وحج.." انتهى من " الشرح الممتع" (7/29) .
وللاستزادة ينظر جواب سؤال رقم (11534) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب