الحمد لله.
أولا :
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وإنما يتطاوع الناس فيما بينهم في المعروف والمباح ، أما التطاوع في العصيان فمنكر محرم .
وأسوأ من ذلك أن يلتمس العبد رضا الناس في مساخط الله ؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عليه الناس ) رواه ابن حبان في صحيحه (276) ، وصححه الألباني في " الصحيحة " برقم (2311).
ثانيا :
لا حرج في حديث الرجل المجرد مع الخادمة ، لا سيما إذا كان في مصلحة البيت أو العمل
، بشرط ألا يكون فيه خضوع بالقول ، ولا فتح لباب الفتنة والشر والفساد . لكن المحرم
في ذلك : مصافحتها ، ونظر الريبة إليها ؛ ثم الداهية الدهياء ، والمصيبة الكبرى :
أن يخلو بها في البيت وحدهما ، فلا يزال بهما ذلك ، حتى يقع منهما الشر والفساد ،
والعياذ بالله .
وقد تقدم في جواب السؤال رقم
: (26282) الكلام
عن جلب الخادمات والنتائج السيئة من إحضارهن وإدخالهن بيوت المسلمين .
وبينا في جواب السؤال رقم : (20869)
أنه لا يجوز الخلوة بهن ولا النظر إليهن لأنهن أجانب عن الرجال من أهل البيت .
كما بينا في جواب السؤال رقم : (21183)
عدم جواز مصافحة الأجنبية .
كما بينا أيضا شروط استخدام غير المسلمين ، كما في جواب السؤال رقم : (31242)
.
ثالثا ::
الغالب أن الفتنة بالخادمة تكون من واقع الشهوة المحرمة واتباع هوى النفس ، لا من
واقع اختلال العقيدة وموالاة غير المسلمين ، إلا إذا ظهر مع الافتتان بها ما يدل
على اختلال العقيدة وانحرافها ، أما إذا لم يظهر شيء من ذلك ، فالأصل أن الدافع
للفتنة هو الشهوة المحرمة ، وهذه بمجردها لا تدل على اختلال العقيدة أو موالاة غير
المسلمين ، وأما مجرد ما ذكرت من الكلام أو حتى المصافحة ، فهذا أبعد وأبعد عن
مسألة الولاء والبراء الإيماني .
رابعا :
لا يجوز تمكين الزوج من الخلوة بهذه الخادمة ؛ فإن لم تتمكني من الاستغناء عنها في
خدمتكم ، فليكن معها محرم لها ، فإن لم يمكن ذلك ، فليكن معها خادمة ، أو امرأة
أخرى في المنزل عند غيابك ، وهكذا يجب عليكم أن تسدوا باب الفتنة وذريعتها بكل ما
أمكنكم ، ولو بالاستغناء عنها مطلقا ، وهو أسلم الحلول لكم ، ثم تدبير أمركم في
المنزل بدونها ، أو بجلب غيرها من العجائز ، غير المشتهيات ، ممكن يمكن لهن القيام
بأمر الخدمة .
والله تعالى أعلم .
تعليق