الحمد لله.
أولا :
الضابط الأساس في اختيار الزوج هو الخلق والدين ، ولا يجوز للمرأة المسلمة أن ترضى بغير رضيّ الخلق أو الدين ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) .
رواه الترمذي (1084) ، وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
ثانيا :
المستحب في الخطبة أن يرى الخاطب خطيبته وتراه ، فتنظر إليه وينظر إليها ؛ ويتم التعارف بصورة مباشرة ؛ فهنا فقط يتحقق المقصود الشرعي من إباحة نظر كل من الخاطبين ، بعضهما إلى بعض ؛ وأما الصورة الفوتوغرافية ، أو حتى المحادثات المرئية ، فإنها لا تعبر بصورة كافية عن ذلك ، وكثيرا ما تنقل انطباعا غير حقيقي ، وقد تكون نسبة الاختلاف مؤثرة في اتخاذ القرار .
وينظر جواب السؤال رقم : (166249) .
ثالثا :
مجرد وجود ضعف في النظر ولبس النظارة الطبية لا يبعث على المخاوف ، فهذا شيء طبيعي
، والتقدم في طب العيون يبعث كثيرا على الطمأنينة والراحة ، ولا حرج من مصارحته
بهذا الخصوص وسؤاله عن ضعف نظره ، سواء من قِبَلك أو من قبل أحد أقاربك : هل هو ضعف
شديد أم محتمل ؟ هل يمكن أن يرى بدون النظارة أم لا ؟ هل تضعف رؤيته بدونها جدا ؟
أم يمكنه الرؤية بدونها بصورة معقولة ؟
على أية حال :
كل ما نستطيع أن ننصحك به الآن : هو عدم التعجل باتخاذ قرار القبول ، بناء على مجرد
الصورة المقبولة ، أو الرفض بناء على ما سمعت من أمر بصره ؛ بل ننصحك بالتأني أكثر
، وأن يزورك في بيت الأسرة ، لتتعرفوا عليه أكثر ، وأن تكون الأخبار التي وصلتكم
عنه : من مصدر موثوق في نقله ، وفي تقديره للأمور .
وعلى كل حال :
فإن من حقك ألا تقبلي على هذه الخطبة ، ولو بناء على عدم قبولك للصورة ، أو إحساسك
أنك غير قادرة على تحمل حالته المرضية ، إن قدر أن حالته مرضية حقيقة .
مع اعتبار مهم في اتخاذ القرار : وهو مقدرتك على الانتقال من مكان إقامتك ، إلى بلد
بعيد عن أهلك ، كندا ، إن كانت إقامته الطبيعية هناك ؛ وهو أمر لا يتيسر لكل النساء
احتماله ، والتكيف مع متطلباته .
وينظر : جواب السؤال رقم : (130596)
.
خامسا :
عليك باستشارة من يمكن استشارته في ذلك من ذوي الديانة والعقول المستقيمة .
وعليك أيضا إذا قررت شيئا بعد النظر والتفكر والاستشارة ألا تمضي أمرا إلا بعد
الاستخارة .
ينظر : لمعرفة صلاة الاستخارة والحكمة من مشروعيتها جواب السؤال رقم : (11981)
.
والله تعالى أعلم .
تعليق