الحمد لله.
أولا :
إضافة جهات اتصال كي تتم مراسلتهم عبر البرامج المختلفة لتعريفهم بالإسلام وإظهار محاسنه : هو من حيث الأصل عمل جليل مبارك ، وهو من الدعوة إلى الله ، لكن ينبغي النظر بعد ذلك في عوارض الأحوال والأشخاص ، فالشاب الصغير لا ينبغي أن يعرض نفسه للفتن ، أو يفتح على نفسه باب المراسلات والمحادثات مع النساء ، ولو كان ذلك بحجة الدعوة ، ونشر الخير ، بل يقصر نشاطه وعمله على الرجال .
ثانيا :
يجوز لصاحب العلم العالم بالأدلة وبمواطن الشبهات القادر على ردها ، أن يدخل مع هؤلاء في النقاش ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، أما من لا يحسن العلم ، ولا يحسن الخوض فيه ، ولا قدرة له على رد الشبهات : فلا يجوز له الدخول معهم في مناقشات ومباحثات ، وإنما يكتفي بذكر الآيات والأحاديث ، وكذلك بإرسال روابط المواقع الإسلامية المعتمدة التي تهتم بالتعريف بالإسلام ، ورد شبهات المخالفين .
ثالثا :
إذا أضفت إلى حسابك أحدا من هؤلاء ثم أرسلت إليه رابطا لموقع من تلك المواقع الإسلامية ، أو نصا من آية أو حديث ، أو فتوى لعالم من علماء أهل السنة ، أو رابطا لكتاب من الكتب التي تهتم بدعوة غير المسلمين ، فهو عمل خير ، ونوع من البلاغ والدعوة إلى الله ، ولو لم تكمل معهم النقاش ، أو تدخل معهم في جدال أو حوار ، ولا حرج عليك في حذفه من جهات الاتصال بعد ذلك ، أو حظر التواصل معك ، إن رأيت ذلك .
رابعا :
إذا لم تكن حصلت من العلم ما يؤهلك لنشر العلم ، والدعوة إلى دينك ، على وجه صحيح ، وتخشى أن يعلق بقلبك شيء من الشبهات أو الأباطيل التي يلقيها عليك من تحاورهم : لم يجز لك أن تتصدى لهذا المقام أصلا ، ولا أن تدخل في حوار لست مؤهلا له ؛ بل إما أن ترسل لهم ما عندك من الدعوة والبيان ، ويقتصر دورك على ذلك ، أو تعرض عن هذا الباب بالكلية ، وتدعه إلى غيرك من المؤهلين والمتخصصين ؛ فإذا كانت لك همة في الدعوة ، ورغبة في الخير : فاجعل ذلك فيمن حولك من الأهل والأقربين والمعارف ، أو من يمكنك دعوته إلى الالتزام بدينه ، وطاعة الله ورسوله من المسلمين .
راجع إجابة السؤال رقم : (106399) .
خامسا :
دعوة النساء الأجنبيات محفوفة بالمخاطر أيضا ، والذي نراه أن النساء إنما يدعوهن نساء مثلهن ، أما الرجال : فغاية ما يمكن فعله منهم تجاه النساء الأجنبيات ، هو توزيع الأشرطة والكتيبات وإلقاء المحاضرات العامة ونحو ذلك .
أما مراسلتهن والتخاطب معهن عبر غرف التخاطب ، ونحو ذلك من الأساليب الحديثة : فمخاطرة غير مأمونة العثار ، وكم حصل فيها من فتن ومصيبات .
فإذا اجتمع مع دعوة النساء النظر إلى صورهن ، وخاصة الكافرات منهن حيث يبدون بغاية التبرج والإسفاف تأكد المنع .
راجع إجابة السؤال رقم : (5656) ، والسؤال رقم : (32693) ، والسؤال رقم : (169654) .
سادسا :
سبق الكلام في موقعنا باستفاضة عن حكم التسجيل والاشتراك في موقع " الفيس بوك " .
وبينا أن الحكم يختلف باختلاف الداخل إليه ، وخلاصة ذلك أن الداخل إليه إن كان من أهل العلم وطلابه والمجموعات الدعوية فهو جائز طيب ؛ لما يمكنهم تقديمه من منافع للناس ، وأما من يدخل للفساد أو لا تؤمن عليه الفتنة وانزلاقه سهل وخصوصاً من الشباب والشابات فإنه لا يجوز له دخوله .
راجع إجابة السؤال رقم : (137243) .
والله أعلم .
تعليق