الحمد لله.
أولا : الأولى بالمسلم تجنب الألفاظ التي لا يُدرَى معناها والمقصود منها بشكل واضح ، أو تحتمل معنى قبيحاً ، حتى لا يزلَّ لسانه بكلمة لا يدري أين تذهب به ؛ وفي الحديث الصحيح : ( إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ) ، رواه الترمذي (2319) وصححه.
ثانياً : كلمة ( دخيل الله ) الأصل في معناها : أنه مستجير بالله لاجئ إليه ،
وفي حمايته وحفظه .
وهذا معنى صحيح ، لا لبس ولا إشكال فيه .
وقد يستعملها البعض بمعنى آخر غير الاستجارة بالله ، وهذا لا حرج فيه كذلك .
ثالثاً : أما كلمة ( دخيل النبي ) فهي تعني في أصلها : الاستجارة بالنبي والاستغاثة به ، وهذا معنى باطل لا يجوز لمسلم أن يقصده .
إلا أن كثيراً من الناس في بلاد الشام يطلق هذه اللفظة ، ولا يقصد بها الاستغاثة ولا المعنى الحرفي للكلمة ، بل هي تستعمل في سياقات مختلفة ، عند التعجب ، وعند الطلب ، أو بمعنى ( من أجل النبي ) ، وليس منها الاستغاثة في غالب الأحوال .
فهي ـ في مثل ذلك ـ تشبه الكلمات التي كانت تجري على ألسنة العرب ولا يقصد بها معناها ، كـ ( ثكلتك أمك ، عقرى حلقى ، تربت يداك ...) .
والواجب تجنب استعمال هذا اللفظ ، ونحوه من المشتبهات ، لما يتضمنه من إيهام المعنى المنكر ، إلا أنه لا يقال في حق قائله : إنه استغاث بغير الله .
ثالثاً : أما قول بعضهم " يلعن سَمَاك " ، فهي كلمة تطلق للسب والشتم ، وأكثر الناس لا يدري معناها الدقيق ، لكنها تدور حول لعن السماء ، أو ما هو فوقك ، وأحيانا يستخدمها الساب تهرباً من سب الذات الإلهية ، فيلجأ لهذا اللفظ توريةً ، وبعضهم يطلقها ولا يقصد منها شيئاً محدداً.
وعلى كل الأحوال : فالمسلم مطالب بتجنب مثل هذه الكلمات الموهمة .
ومن قصد بهذا اللفظ لعن السماء ، فقد وقع في الحرام وارتكب محظوراً ؛ لأن من لعن
شيئاً بغير حق : ردت عليه اللعنة ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا
تَلْعَنِ الرِّيحَ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ
لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ ) رواه الترمذي (1978) وصححه
الألباني.
ولا شك أن السماء أولى ألا تُلعن ، لأنها ليست أهلا للعن والعياذ بالله .
وكذلك فإن اللعن منهي عنه ، وليس هو من أخلاق أهل الإيمان ؛ كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا
الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ ) رواه الترمذي (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي
.
وينظر جواب السؤال (83390) و (223069).
والله أعلم
تعليق