الحمد لله.
نحمد الله أن هداكِ للإسلام ، ونسأله تعالى أن يهدي أسرتك ، وأن يجمع بينكم على خير في الدنيا والآخرة .
وما يجده المسلم من أذى من الناس بعد اختياره طريق الإسلام شيء طبيعي ، بل الأنبياء أنفسهم تعرضوا لهذا فاتهموا في أعراضهم وعقولهم ، قال الله تعالى : كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون الذاريات / 52 .
والغيبة هي ذِكر الآخرين بما يكرهون ، وهي جائزة في بعض المواضع ومنها طلب النصيحة ممن يبذلها ومنها أن يشتكي الإنسان ممن ظلمه ، قال الله تعالى : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) النساء / 148 .
قال مجاهد في معنى الآية : أن يُخبر المظلوم بظلم من ظلمه . الآداب الشرعية لابن مفلح ( 1 / 246 )
والظاهر من فعلكِ وحديثكِ عن معاملة والدتكِ لك إنما هو لطلب النصح من صاحبتكِ وليس لمجرد الذم والتشهير ، وهذا لا بأس به ، وهو من أبواب الغيبة المباحة لاسيما وقد وقع عليكم شيء من الظلم .
ودليل ما سبق :
ما روته عائشة رضي الله عنها قالت : قالت هند - امرأة أبي سفيان - للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبا سفيان رجل شحيح - ( أي : بخيل ) - ، و ليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، قال : " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " .
رواه البخاري ( 5049 ) و مسلم ( 1714 ) .
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال : " اذهب فاصبر " فأتاه مرتين أو ثلاثاً فقال : " اذهب فاطرح متاعك في الطريق " فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره فجعل الناس يلعنونه فعل الله به وفعل وفعل ، فجاء إليه جاره فقال له : ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه " .
رواه أبو داود ( 5153 ) .
فليس عليكِ شيء تجاه ما قلتيه في حق والدتك ، ولا عليكِ من تأثير الصحافة الأمريكية عليها وعلى غيرها فبحُسن المعاملة وحُسن عرض الإسلام يمكن أن تكون النتائج أفضل .
وللمزيد حول الغيبة وما يتعلق بها من أحكام يمكن الاستزادة بالنظر في أجوبة الأسئلة ( 7660 ) و ( 23328 ) .
والله أعلم .
تعليق