الحمد لله.
أولا :
تجب طاعة الوالدين أو أحدهما في المعروف ، وطاعتهما وبرهما من أفضل الأعمال الصالحة .
فإذا أمرا الولد بما فيه مصلحته ، في أمر دينه أو أمر دنياه : وجب عليه طاعتهما .
وكذا تجب عليه الطاعة فيما أمراه به ، مما فيه نفعهما ولا ضرر عليه فيه .
تنظر إجابة السؤال رقم : (5053) ، والسؤال رقم : (101105) .
ثانيا :
الأصل أن الوالدين أعلم بمصالح أبنائهما - ذكرانا وإناثا - منهم ، فإذا كانا صالحين ، فلا يأمران عادة أحدا من الأبناء إلا بما يعود عليه بالنفع في دينه أو دنياه ، غير أن الأبناء - وخاصة حدثاء الأسنان منهم - لا يدركون ـ عادة ـ وجه المصلحة كما ينبغي فيما يأمر به الوالدان ، ولاسيما إذا خالف ذلك رغبة أحدهم وحاجته ، فربما ظن في بعض ذلك الخير والنفع ، وفيه ضرره وعطبه ، ربما لنقص التجربة ، وربما لغلبة الهوى والميل الشخصي إلى ما ينهاهم عنه الآباء ، وربما لغلبة التقليد لمن حولهم ، ومن كانوا في مثل أسنانهم .
والذي نراه أن للوالد الحق في منع أبنائه ، أو بناته على وجه الخصوص ، من استعمال الهاتف ، إلا بإذنه ، وألا يكون للبنت هاتف خاص بها ، فكثرة تداول الهواتف ، قد فتح أبوابا من الشرور والمفاسد ، والعلاقات المحرمة ، والتواصل مع الجنس الآخر ، ما الله به عليم ، ومن كان على وعي من الآباء بشيء من ذلك ، فسوف يكون حذرا جدا من السماح لابنته بمثل ذلك ، بل كثير منهم يمنعون بناتهم من استعمال الهاتف ، لا سيما وحاجتهن إليه في مثل تلك السن الصغيرة : قليلة ، ضيقة جدا ، وبالإمكان قضاء تلك الحوائج من خلال هاتف الوالد ، أو الأسرة .
فالذي ينبغي عليك أن تستمعي إلى ما يطلبه منه والدك ، ويوجهك إليه ؛ لأنه أحرص على مصلحتك منك ، وأدرى منك بوجوه النفع والضرر في مثل ذلك .
ثالثا :
يكره السهر بالليل بعد العشاء ، إلا ما كان لحاجة أو مصلحة راجحة ، بشرط ألا يؤدي
ذلك إلى تضييع صلاة الفجر .
ومن المصالح المعتبرة : السهر للصلاة ، أو محادثة الضيف إن كان هناك ضيف ، أو
استذكار الدروس ، ونحو ذلك ، لكن شريطة ألا يؤدي إلى تضييع الصلاة ، أو تأخيرها عن
وقتها في شيء من ذلك كله .
والمقطوع به أن والدك إنما يأمرك بالنوم بعد العشاء وعدم السهر ؛ لما في ذلك من
المصلحة ، والإنسان إذا نام مبكرا استراح جسده ، وأمكنه أن يقوم لصلاة الفجر في
نشاط ، واتقى بذلك كثيرا من المشغلات الليلية المذمومة من السهر أمام التليفزيون أو
مسامرة لا تعود بالنفع ، وإنما تعود بالضرر .
وإذا كان لك حاجة معتبرة في السهر ، فينبغي أن تصارحي والدك ، وتوضحي له ذلك ،
وتستأذنيه في السهر ، بقدر ما يحقق لك مصلحتك ، ويقضي حاجتك ، ولا يضر بك ، أو
يمنعك عن القيام بحق هو أوجب عليك من مصلحة السهر .
وينظر للفائدة : إجابة السؤال رقم : (150519) .
والله أعلم .
تعليق