الحمد لله.
السرمد في لغة العرب المراد به : الدائم والمتصل ، ومنه قوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) القصص /71 ، أي : جعل عليكم الليل دائماً لا يعقبه نهار إلى يوم القيامة .
قال ابن فارس رحمه الله في "
معجم مقاييس اللغة " (3/160) : " ومن ذلك ( السَّرمَد ) : الدائم ، والميم فيه
زائدة ، وهو من سَرَدَ ، إذا وَصَل ، فكأنَّه زمان متّصل بعضُه ببعض " انتهى .
وقال ابن منظور رحمه الله في
" لسان العرب " (3/212) : " ( سرمد ) السرْمَدُ : دوام الزمان من ليل أَو نهار ،
وليل سرمد : طويل ، وفي التنزيل العزيز : ( قل أَرأَيتم إِن جعل الله عليكم النهار
سرمداً ) ، قال الزجاج : السرمد الدائم في اللغة " انتهى .
واسم ( سرمد ) في معناه مثل
اسم ( خالد ) ، فكلاهما بمعنى الدوام ، وقد جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة -
المجموعة الأولى " (11/461) :
ما حكم التسمية باسم خالد ،
علما بأن الخلود لله ، وليس لأحد ممن خلقهم الله ، ولماذا لم يغير الرسول صلى الله
عليه وسلم اسم خالد بن الوليد ؟
فأجابت : " تجوز التسمية
بخالد ؛ لأن الخلود هنا نسبي ، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية "
انتهى .
وعليه ، فالظاهر أنه لا حرج في التسمية بالسرمد ، ولغة العرب تتسع لمثل ذلك ، وقد
مر معنا أنهم يقولون : ليل سرمد ؛ أي : طويل ، مع القطع بأنهم لا يقصدون بقاءه أبدا
؛ بل هو دوام وطول نسبي ، بالنسبة لغيره من الليالي .
وهكذا : التسمية بـ"سرمد" ؛ إنما هي على وجه التفاؤل له بـ"طول العمر" ، و"طول
البقاء" ، وهو أمر نسبي ، ليس يظن أحد فيه أنه بقاء دائم ، لا يلحقه موت ولا فناء .
هذا ؛ مع أن في الأسماء الفاضلة : ما فيه غنية عن مثل ذلك ، وما هو أولى بالعناية
به ، والحرص عليه ؛ مثل : عبد الله وعبد الرحمن ومحمد وصالح ونحو ذلك من الأسماء .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله : " الأفضل للمؤمن أن يختار أحسن الأسماء المعبدة لله ، مثل : عبد الله
وعبد الرحمن وعبد الملك ونحوها ، والأسماء المشهورة ، كصالح ، ومحمد ، ونحو ذلك "
انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (18/53) .
وللفائدة ينظر جواب السؤال
في الموقع رقم : (7180)
في الآداب تسمية الأبناء .
والله أعلم .
تعليق