الحمد لله.
تقدم في جواب السؤال رقم (124410) أن ما ورد من كون الحجب تنكشف بين الله وبين عباده وقت الإفطار لا أصل له في السنة .
ولكن ثبت أن الصائم لا ترد دعوته حين يفطر ؛ فقد روى الترمذي (2526) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الإِمَامُ العَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
قال القاري رحمه الله في قوله ( وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ) :
" لِأَنَّهُ بَعْدَ عِبَادَةٍ ، وَحَالِ تَضَرُّعٍ وَمَسْكَنَةٍ "
انتهى من "مرقاة المفاتيح" (4/ 1534)
وقال تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/ 186
قال ابن كثير رحمه الله :
" وَفِي ذِكْرِهِ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ الْبَاعِثَةَ عَلَى الدُّعَاءِ ، متخللة بين أحكام الصيام : إرشاد إلى اجتهاد فِي الدُّعَاءِ ، عِنْدَ إِكْمَالِ الْعِدَّةِ، بَلْ وَعِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ " .
انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/ 374)
والحاصل : أن وقت إفطار الصائم مظنة لإجابة الدعاء ، وأما القول بأن الحجاب يرفع بين الله تعالى وبين عباده وقت الإفطار : فلا نعلم له أصلا .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم (39462) ، (93066)
والله تعالى أعلم .
تعليق