الحمد لله.
هذا الخبر المذكور خبر موضوع لا أصل له ، ولا يعرفه أهل السنة ، إنما يعرفه من يُعرف بالكذب على الله ورسوله ويتدين بذلك من الرافضة أهل الزيغ والضلالة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الرَّافِضَةَ أَكْذَبُ طَوَائِفِ الْأُمَّةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَهُمْ أَعْظَمُ الطَّوَائِفِ الْمُدَّعِيَةِ لِلْإِسْلَامِ غُلُوًّا وَشِرْكًا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (27/175) .
وهذا الخبر أخرجه ابن بابويه
القمي الرافضي في "الأمالي" (107) من طريق مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا ، عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلِىِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ : قال رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَتُدْفَنُ بُضْعَةٌ مِنِّي بِأَرْضِ
خُرَاسَانَ ، لا يَزُورُهَا مُؤْمِنٌ إِلا أَوْجَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ
الْجَنَّةَ ، وَحَرَّمَ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ) .
وهذا إسناد تالف :
- محمد بن زكريا هو الغلابي ، وهو متهم .
قال الدارقطني: "يضع الحديث" .
وقال ابن حبان : " في روايته عن المجاهيل بعض المناكير" .
ينظر: "لسان الميزان" (5/ 168-169) .
وقال الذهبي : "كذاب" ، كما في "ميزان الاعتدال" (3/166) .
- وجعفر بن محمد شيخه لم نعرفه ، ولعله من المجهولين الذين كان يروي عنهم تلك
المناكير التي أشار إليها ابن حبان .
- وأبوه لم نعرفه أيضا .
ورواه العاملي في "وسائل الشيعة" (14/557) من طريق أخرى بلفظ : ( ستدفن بضعة مني
بأرض خراسان ، ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته ، ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه )
.
وفي إسناده جابر بن يزيد الجعفي وهو رافضي كذاب ، قال الإمام أبو حنيفة : " ما رأيت
فيمن رأيت أفضل من عطاء ، ولا أكذب من جابر الجعفي ، ما أتيته بشيء إلا جاءني فيه
بحديث ، وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث لم يظهرها " .
وكذبه أيضا : ابن معين ، والجوزجاني وغيرهما .
وقال ابن حبان: "كان سبئيا ، من أصحاب عبد الله بن سبأ، كان يقول: إن عليا يرجع إلى
الدنيا" .
ينظر : "ميزان الاعتدال" (1/380-383) .
فهذا حديث باطل ، لا تجوز روايته إلا لبيان حاله .
بل إن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يصح في فضلها ، أو ترتيب أجر خاص
عليها : حديث ، فكيف بقبور غيره من الناس .
ينظر : "مجموع الفتاوى" (24/ 356-357) .
والله تعالى أعلم .
تعليق