الحمد لله.
،السائلة الكريمة ، ليس من شك في أننا نقدر معاناتك ، ومحنتك التي أنت فيها ، نسأل الله أن يكشفها عنك بمنه وكرمه ، وأن يصلح لك زوجك وذريتك ؛ لكننا نقول لك أيضا ـ رغم ما تذكرينه ـ إن قرار الطلاق في مثل ظروفك ، ومع وجود طفلين : ليس بالأمر اليسير ، ولا ينبغي أن يكون أقرب الحلول إلى نظر الناظر ، ونصح الناصح ؛ ومع اعترافنا بأن ما تذكرينه مبررات منطقية ، ومقبولة ، لكي تفكري في ذلك ؛ لكننا نذكرك أيضا بأن الضريبة الاجتماعية التي يمكن أن تتحملها امرأة في مثل ظروفك : ليست بالأمر الهين ، ثم فوق ذلك كله : بناتك ، وهن بنات ؛ وأنت تفهمين جيدا : ما معنى أن يربى طفلان ، أو بنتان في أسرة منفصلة الأطراف .
إننا نرجو منك أن تحاولي معه ، أن يكون انتقاله من البيئة التي كان فيها ، محاولة لتغيير وضعه السلوكي والاجتماعي ، واجتهدي في طريق الإصلاح معه ، قدر ما تستطيعين ، حاولي أن تشغليه بأمر نافع ، حاولي أن تقتربي منه قدر الطاقة ، حاولي أن تضعي نفسك وزوجك في وسط أخلاقي واجتماعي أفضل مما كان ، يعينه على أن يتغير إلى الأفضل .
ثم ننصحك ، مع ذلك بما يلي :
- تضرعي إلى لله أن يصلح زوجك ؛ فإن الدعاء والاعتصام بالله : أعظم سلاح للعبد عند الشدائد ، وادعي الله صادقة أن يهديه وأن يغفر له ، وأن يتوب عليه و أن يصلح بينكما و أن يرده إليك ولبناته ردا جميلا .
- استغلي فرص صحوه وهدوئه ، لتذكيره في رحمة ورفق بالله ، وبرحمة الله وقبوله عباده التائبين واسألي الله أن يوفقك لهدايته وللأخذ بيده ، ثم ذكريه أيضا بعظم شأن المعصية ، ووبال شرب الخمر، وما أعد الله لأهله من العذاب والنكال . وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (38145).
- لا تيأسي من تذكيره كلما أتيحت لك الفرصة بمسئوليته وببناته ، وبخطر ذلك السلوك على مستقبل بناته وأسرته ، واجتهدي ـ بدورك ـ في أن تبعدي بناتك عن تلك الصورة القاتمة لوالدهن ، ولا تغرقيهم في جو المشاكل بينكما .
- اجعلي بعض الأقارب العقلاء ممن يحترمهم ، يتدخل لمساعدتك في نصحه .
- حاولي أن تصلحي علاقتك بأهله ، خاصة أمه ، واستعيني على ذلك بالهدية ، وشيء من الإحسان ؛ فأنت في حاجة لمن يعينك عليه ، لا أن تفتحي أبوابا أخرى للمشكلات ، والصراع .
وفي الختام، نسأل الله أن يهدي زوجك ، وأن يتوب عليه ، وأن يصلح بينكما ، وأن يجمع بينكما فيما يحبه ويرضاه .
والله أعلم.
تعليق