الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

هل يجوز للرجل أن يدعو بالزواج من امرأة بعينها ، وكذلك المرأة ؟

219260

تاريخ النشر : 05-09-2014

المشاهدات : 95999

السؤال


ما هو الفرق بين السوء الذي توسوس به النفس والسوء الذي يوسوس به الشيطان ؟ توجد هناك امرأة أدعو الله دائماً أن يجعلها زوجتي ، ولكنني عندما أذكر اسمها في دعائي لكي يجعلها الله من نصيبي أشعر بخفقان في قلبي ، وفي بعض الأحيان يأتيني هاجس بأنه لا ينبغي علي أن أدعو الله أن يجعلها زوجتي ، وإذا دعوت الله بشكل عام عن زوجة المستقبل دون أن أذكر اسمها يميل قلبي إلى أن أدعو الله أن يجعل هذه المرأة بالذات زوجتي ، فهل أجعل دعائي على العموم أم أذكرها بالاسم في دعائي ؟

الجواب

الحمد لله.


لا حرج على المرء أن يدعو الله بأن ييسر له الزواج من امرأة معينة ، كما أنه لا حرج على المرأة أن تدعو بذلك ، ولو دعا المسلم أو المسلمة على جهة الإجمال دون تحديد ، وفوض الأمر في اختيار الخير والصالح ، إلى ربه ؛ كأن يقول الرجل : اللهم يسر لي الزوجة الصالحة ، أو تقول المرأة : اللهم يسر لي الزوج الصالح ، إذا فعل ذلك ، فهو أفضل ؛ لما فيه من تمام التوكل على الله ، والتفويض إليه ، ولما ورد من استحباب الدعاء بالجوامع ؛ فقد روى أبو داود (1482) عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ، ويدع ما سوى ذلك " . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود " .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " شرح رياض الصالحين " (6/16) : " يعني أنه إذا دعا يختار من الدعاء أجمعه ، ويدع التفاصيل ؛ وذلك لأن الدعاء العام أبلغ في العموم والشمول من التفاصيل " انتهى بتصرف يسير .

ولأن في التعيين ، والإلحاح عليه : زيادة تعلق بأمر ، لا يدري هل يحصل له ، أم يفوته ؟ ولعله إن فاته ، بعد كل ذلك ، أن يحصل له زيادة في غمه وحسرته ؛ فكان المناسب أن يفوض أمره إلى ربه ، ويرضى باختياره ، وتدبيره له .

فإن كان ولا بد من التعيين ، فيحسن تقييد الدعاء بالخيرية ، فيقول الداعي – مثلاً - : إن كان لي في فلانة خير فيسرها لي ، ونحو ذلك .

قال ابن الجوزي رحمه الله في " صيد الخاطر " (ص/ 352) : " فإياك أن تسأل شيئًا إلا وتقرنه بسؤال الخيرة ، فرب مطلوب من الدنيا كان حصوله سببًا للهلاك " انتهى .

على أن ذلك إنما هو في باب التفضيل ، والاختيار ، وإلا ؛ فلو جزم بمراده ، وطلب حاجته من غير تعليق ولا استثناء : فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى ، ويقضي الله ما يشاء .

وأما ما يتعلق بالتفريق بين وسوسة النفس وسوسة الشيطان ، فينظر في جواب السؤال رقم : (39684) .

نسأل الله أن ييسر لك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك ، إنه جواد كريم .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب