الحمد لله.
الحياء من أعظم خصال الخير
لا شك أن الحياء من أعظم خصال الخير، وخاصة في المرأة، وخاصة إذا كانت بنتا صغيرة في مثل هذه السن. وإذا كان حياؤك يمنعك من التصريح بصيام قضاء أيام حيضتك في رمضان؛ فبإمكانك أن تستعملي التورية والتعريض في الكلام، فتقولي مثلا: أصوم كما يصوم الناس في شوال، أو: الصيام مشروع في رمضان وغيره، ونحو ذلك.
وقولك: "أصوم صوم الصابرين ": يحتمل معنى صحيحا، فهكذا شأن الصوم: أنه فعل الصابرين، والصوم من الصبر؛ فلا يلزم أن يكون ذلك كذبا محضا، لكن بشرط أن يطرأ على بالك هذا المعنى الصحيح.
وعلى كل حال: فإننا نرجو أن يكون قولك ذلك في محل العفو والمسامحة من الله، لما غلب عليك من الحياء الذي دهشك عن تدبير القول، وتحضير ما يلزم من الكلام المناسب. وللفائدة راجعي هذا الجواب عن حكم التورية: متى تصح التورية؟ وما هي الضرورة فيها؟
صيام الست من شوال مع قضاء رمضان
الصوم تبع للنية لا لما يتلفظ به الصائم غير قاصد له، فإذا كنت قد نويت صوم القضاء ، فأنت على ما نويت، ويجزئك هذا الصوم عن قضاء أيام حيضك، حتى ولو أخبرت والدك بأن صيامك نافلة، أو غير ذلك، فلا أثر لذلك كله في حكم الصوم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى رواه البخاري (1)، ومسلم (1907). راجعي للفائدة هذا الجواب: العبرة بما في النية وإن أخطأ اللسان
وبناء عليه: فلا يلزمك قضاء هذه الأيام، ولا الإشقاق على نفسك بالجدول المذكور، وإنما المشروع في حقك: أن تصومي من النوافل ما تطيقين، من غير تكلفتها بشيء لم يثبت في ذمتك أصلا.
والله أعلم.
تعليق