الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

تريد البقاء في بلدها، وزوجها يريدها أن تعيش معه في بلد عربي

222792

تاريخ النشر : 09-02-2016

المشاهدات : 30551

السؤال

أنا فتاة متزوجة منذ 3 سنوات ، ورزقت ببنت ـ الحمد لله ـ ، أعمل مهندسة في شركة اتصالات من قبل الزواج ، زوجي مهندس أيضا ، ونظرا لكثرة الديون سافر زوجي للعمل في بلد عربي آخر منذ سنة ، ـ والحمد لله ـ تمكن من تسديد الديون ، وتوفير مبلغا من المال لشراء قطعة أرض ، يزورنا زوجي بشكل منتظم ، لكن أتعبني البعد ، وابنتي في حاجة لأبيها أيضا ، عرض علي زوجي أن أسافر معه ، وأن أبقى في البيت ، لكن رفضت ، فنحن نستطع أن نعيش حياة طيبة في بلادنا ، ورفضت أن أبقى في البيت ؛ لأنه لم يكن اتفاقنا قبل الزواج . كنت أقول له دائما أنا وابنتك أهم من المال فلماذا الغربة وقد زال السبب ؟ ، فيقول : إن عملك وعائلتك أهم مني لذلك أنت لا تريدين أن تسافري معي . أرهقني الموضوع ، وآلمني كثيرا ؛ لأنني أود أن نعيش في بلادنا ومع الأهل ، فالحياة قصيرة ، فلم الغربة ، وفي نفس الوقت أخشي أن أفقد زوجي الذي أحبه فساعدوني علي حل هذه المشكلة. المال أم العائلة أيهما أهم ؟

الجواب

الحمد لله.


نسأل الله أن ييسر أمرك ، ويختار لك الخير، ويحفظ زوجك وبنتك من كل مكروه .
أولاً:
لاشك أن الغربة والبعد عن الأهل والأوطان صعب وشاق على النفوس ، وبقاء الزوج بين أهله وأولاده أفضل ، لكن قد يلجأ الإنسان إليها من أجل أن يوفر لأهله العيش الكريم.
ثانياً:
الغاية من الزواج أختي الكريمة حماية الدين وصيانة العرض ورعاية الزوج والأبناء ، والأصل أن الزوجة تكون مع زوجها في أي مكان يذهب إليه ، بل هو حال أغلب النساء اللاتي يتزوجن وأزواجهن يعملون في بلد آخر ، وكون زوجك في غربة فهو بحاجة إليك خصوصا وقد طلب منك السفر معه ، وأيضا من حق ابنتك عليك أن تتربى عند والدها وتشعر بحنانه وقربه ، فالواجب عليك شرعا مرافقة زوجك والسفر معه ما دام سيوفر لك الحياة الطيبة .
قال الإمام مالك رحمه الله : " وللزوج أن يظعن [أي : يسافر] بزوجته من بلد إلى بلد ، وإن كرهت ، وينفق عليها " انتهى من "تهذيب المدونة" (1/421).
وقد سبق بيان حكم سفر المرأة مع زوجها في جواب السؤال رقم : (138453) .
ثالثا:
بالنسبة لأهلك فبإمكانك زيارتهم في إجازة عمل الزوج ، ثم إن وسائل الاتصالات قربت البعيد ؛ فبإمكانك أن تتصلي بهم ، وتطمئني عليهم ، كلما اشتاقت نفسك إليهم .
وبالنسبة لعملك فيمكنك أن تتفاهمي مع زوجك على أن تعملي في البلد الآخر إن تيسر لك العمل المناسب ، ولم تتضرر الأسرة بذلك ، ولا تجعلي عملك عقبة في طريق استقرار حياتك الزوجية لأن نفقتك واجبة على زوجك .
وأخيرا
فالنصيحة لك أن تنصتي لصوت العقل ، والشرع أيضا ، وذلك يقول لك :
إن مصلحة الاجتماع مع زوجك ، ولم شمل الأسرة ، في مكان واحد ، أيا كان هذا المكان ، في بلدكم أو في بلاد الغربة هذه المصلحة لا يدانيها شيء آخر مما ذكرت ، ولا يصح أن يقارن بها مصلحة أخرى ، سواء مصلحة البقاء في بلدكم ، أو قربك من أهلك ، أو ما شئت من تلك المصالح الاجتماعية .
فالواجب عليك أن تجعلي هذه المصلحة هي الأساس ، وما دونها من المصالح : تبع لها .
فإن تيسر اجتماعكم في بلدكم ، فبها ونعمت .
وإن تعذر ذلك ، لظروف مادية أو اجتماعية ، أو لشيء آخر ، فرافقي زوجك في سفره واغترابه ، وحافظي على علاقتك به ، لا تخدشيها بشيء ؛ فضلا عن أن تجعليها على المحك ، أو في مهب الريح .
واعلمي أن طاعتك له ، وإكرامك لرغبته ، وسفرك إليه ، واجتماعك به ، من شأن ذلك كله أن يزيد القرب بينكما ، ويعطيكما الفرصة الكافية للتفكير الهادي ، واتخاذ القرار الملائم ، بعيدا عن التوترات والضغوط .
يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، وأصلحك له ، وألهمك رشدك ، وأعاذك من شر نفسك .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب