الحمد لله.
أولا :
مناف صنم من أصنام الجاهلية ، جاء في كتاب " المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" (11 / 269): [ و"مناف" صنم من أصنام الجاهلية ، قال عنه ابن الكلبي : "وكان لهم مناف ، فبه كانت تسمِّي قريش "عبد مناف" ولا أدري أين كان ، ولا من نصبه ؟ " .
وسُمي به أيضًا رجال من هذيل ، و" به سمي عبد مناف ، وكانت أمه أخدمته هذا الصنم".
وفيه يقول بلعاء بن قيس: وقِرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ الطَّيْرَ مِنْه * كمُعَتْبِر العَوارِكِ مِنْ مَنافِ" انتهى.
وفي " تاج العروس " (24 / 441) : "مناف : صنم ، وبه سمي (عبد مناف) وكانت أمه قد أخدمته هذا الصنم " انتهى .
ثانيا:
روى بعض أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد له قبل البعثة ولد يقال له (عبد مناف) ، جاء في " شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية " (4 / 315): " وقيل: ولد له - صلى الله عليه وسلم - ولد قبل المبعث يقال له : عبد مناف " انتهى .
ولكن هذا من الكذب والباطل والافتراء على رسول الله ، فحاشاه - صلى الله عليه وسلم - أن يسمِّي ولده بهذا الاسم ، جاء في " سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي " (1 / 208) : " روى الهيثم بن عدي عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ولدت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم عبد العزى وعبد مناف ، قال الذهبي في (الميزان) والحافظ في (اللسان) : هذا من افتراء الهيثم على هشام ، وقال أبو الفرج بن الجوزي: الهيثم كذاب لا يلتفت إلى قوله ، قال شيخنا ابن ناصر: لم يسم عليه الصلاة والسلام عبد مناف ولا عبد العزى قط ، والهيثم كذَّبه البخاري وأبو داود والعجلي والساجي ، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار ، وقال في المورد: ولا يجوز لأحد أن يقول: إن هذه التسمية وقعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.
ثالثا :
لا يجوز التسمي بأي اسم معبَّد لغير الله ، كعبد المسيح وعبد الكعبة ونحو ذلك ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (75556) ، وعلى ذلك فلا يجوز لأحد أن يتسمى بــــــ (عبد مناف) .
جاء في " مجموع فتاوى ورسائل العثيمين "(10 / 891): "ولا يجوز التسمي بعبد مناف" انتهى.
والله أعلم.
تعليق