الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

كانت على علاقة بشاب غير مسلم ، فهل تدعو له بالهداية لتتزوج به ؟

225104

تاريخ النشر : 23-03-2015

المشاهدات : 4698

السؤال


أنا فتاة مسلمة وكنت على علاقة بشاب غير مسلم على خلق طيب وهو يبحث عن الدين الحق لذا دعوته للإسلام وذلك لأنني أرغب في أن يهديه الله وحتى أتمكن من الزواج به لاحقاً وقد صام شهر رمضان وقام ليلة القدر ولكنه لا يعرف عن الإسلام الكثير ثم بعد فترة انفصلنا عن بعضنا البعض وبدأت أنا بالصلاة وارتداء الحجاب والالتزام بالدين ولكنني لا زلت متعلقة به وأتمنى له الهداية لعلمي أنه يبحث عن الحق وأدعو الله أن نتزوج لاحقاً حتى تكون علاقتنا حلال ولكنني أخشى أن أكون بذلك منافقة حيث أنني لست متأكدة من حقيقة نيتي ، فهل يجوز لي تمني الزواج منه وهل يجوز أن أدعو له بالهداية ؟

الجواب

الحمد لله.


نهنئك على التوبة ولبس الحجاب والصلاة والالتزام بالدين ، ونسأل الله تعالى لك الثبات ومزيدا من التوفيق والهداية .

والذي ننصحك به ، أن تطوي تلك الصفحة من حياتك تماما ، بكل ما كان فيها من سيئات ومعصية لله ، وليكن هدفك الأول هو تصحيح توبتك وتكميلها ، حتى تفوزي برضى الله تعالى ، وييسر لك أمورك في الدنيا والآخرة .

وأما تعلقك بذلك الشاب ، فهذا لا يعني أنه الشاب المناسب والأفضل لك ، فإن هذا التعلق أمر طبيعي ، فماذا تنتظرين من فتاة شابة تلقى شابا ، وتخرج معه ، ويسمعها من الكلام ما تحب أن تسمعه .... إلخ . ويحضر تلك اللقاءات الشيطان ويزيد كل طرف إعجابا بالآخر ، وتعلقا به ؟!
ولكننا نرجو – إن أقبلت على الله تعالى وصرفت أفكارك عن هذا الشاب - نرجو أن يوفقك الله تعالى لذلك ، فإن الله تعالى يقول : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) الطلاق / 2 .

واعلمي أن من كرم الله تعالى وفضله أن ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) ، هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم .

فأبشري بالخير الذي ينتظرك إن استقمت على التوبة ، وحرصت على إرضاء الله تعالى ، والابتعاد عن ذلك الشاب .
وأما الدعاء للكافر بالهداية للإسلام ، فهو أمر جائز لا إثم فيه ، غير أننا ننصحك بنسيان هذا الشاب تماما ، وعدم الاهتمام بحاله ، سواء بالتفكير فيه ، أو الدعاء له ، أو غير ذلك من وجوه الاهتمام به ، مباحها ، وممنوعها ؛ حتى لا يؤدي ذلك بك إلى مزيد من التعلق الذي يجرك إلى ما لا يرضاه الله .

ثم .... إن هداه الله وأسلم ، وأراد أن يتزوجك ، فهنا يقال : لكل حادث حديث .
ولكن الذي عليك الآن هو صرف التفكير عنه تماما ، وسوف يعوضك الله ما هو خير ، ومتى تيسر لك زوج مسلم صالح عفيف ، فإياك ثم إياك أن تفوتي ذلك ، وتنتظري سرابا ، لا أحد يعلم إلا الله ما يكون منتهاه .

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب