الحمد لله.
أولا :
من حقوق الزوجة على زوجها : أن يسكنها في سكن مستقل مناسب لها مع مراعاة قدرة الزوج المالية ، وليس من حق الزوج أن يرغم زوجته على السكن مع أهله ، سواء كانت والدته ، أو أخواته ؛ بل الواجب أن يكون مسكنها مستقلا بها عن غيرها .
ثانيا :
النصيحة لك : أن تتريثي في الذهاب إلى أهلك ، وتتحاوري مع زوجك بهدوء وسكينة ، وبيني له حاجتك وحاجة بناتك إلى بيت مستقل ، وأحسني التعامل معه ، وليكن حل هذه المشكلة في جو من التفاهم والحرص على مصلحة الأسرة ، بعيدا عن التوتر والنزاعات .
وكوني على ثقة أن إحسانك لن يضيع عند الله ، وستجنين منه ثمارا نافعة في الدنيا والآخرة بإذن الله .
ثالثا :
أما طلب الطلاق أو الخلع ، فليس حلاً مناسباً لك ، خاصة مع وجود أطفال بينكما ، فما
ذنبهن أن يعشن بعيدين عن والدهن ، أو عن والدتهن ؟
ثم : كيف يكون حالهن ، إذا كانت الحضانة لك ، أو الحضانة له ؟!
تأملي ذلك مليا ، وفكري فيه طويلا ، بعقل وحكمة ، بعيدا عن عواطف الغضب ، والملل
والضجر .
فالذي ننصحك به ، ونلح عليك
فيه : هو البقاء مع زوجك ، والصبر على حاله معك ، إلى أن يجعل الله لك فرجا ومخرجا
، ولعل الله أن يشرح صدر زوجك ، لما فيه خيره ، وخير بيته .
وحاولي أن لا تشركي والديك في مشكلاتك مع زوجك ، لاسيما وهما بعيدان عنك ، فأظهري
لهما أن موضوعك سيحل عن قريب بإذن الله ، وأن أوضاعك ستتحسن ، حتى لا يكونا قلقين
عليك وعلى أوضاعك.
فالنصيحة أن تتحملي وتصبري وتستمري في محاولة إقناع زوجك بأهمية السكن المستقل ،
واعلمي أن الإنسان قد يكره أمرا ما ولكن يكون هو الخير له ، حيث فيه كثرة الثواب
وتكفير السيئات ومصالح أخرى قد لا يعلمها الإنسان في حينها .
وصدق الله العظيم إذ يقول :
(وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا
شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
البقرة/216.
وفي حديث ابن عباس المشهور، قال : " كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ( يَا غُلامُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ
كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ ) فَقُلْتُ: بَلَى ، فَقَالَ: " احْفَظِ اللهَ
يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ
، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ ، وَإِذَا سَأَلْتَ ، فَاسْأَلِ اللهَ ، وَإِذَا
اسْتَعَنْتَ ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ ،
فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ
لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَرَادُوا
أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ ، لَمْ يَقْدِرُوا
عَلَيْهِ ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا،
وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْرًا " . رواه أحمد (2803) وغيره ، وصححه الألباني .
وأخيرا :
الدعاء سلاح المؤمن ، فأكثري من الدعاء بأن يهدي الله زوجك ويجمع بينكما في خير .
ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير وأن ييسر لك أمرك .
والله أعلم .
تعليق