الحمد لله.
لا حرج على الشخص أن يدعو الله ، وعلى ثيابه شيء من النجاسة ؛ وذلك لأن الطهارة من الأحداث والأنجاس ليست شرطاً لصحة الدعاء .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" لا حرج في الدعاء ولو على غير وضوء ، بل ولو كنت جنبا ؛ لأن الدعاء لا يشترط له الطهارة ، وهذا من رحمة الله سبحانه ؛ لأن العبد محتاج للدعاء في كل وقت ، ولكن حصوله مع الطهارة والصلاة : أقرب إلى الإجابة ، ولا سيما في السجود ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) خرجه الإمام مسلم في صحيحه " .
انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (26/134) .
لكن ينبغي لمن أصاب ثوبَه
نجاسةٌ ، أن يبادر بإزالة تلك النجاسة ؛ حتى يكون الشخص على أكمل حال .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" يجوز للإنسان أن يقرأ القرآن وعلى ثيابه نجاسة ؛ لأنه ليس من شرط جواز قراءة
القرآن أن يتطهر من النجاسة ، لكن لا ينبغي على الإنسان أن يبقي على جسده ثوباً فيه
نجاسة ؛ فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أن يبادر بغسل النجاسة
، كما في الحديث الصحيح : ( أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لم يأكل الطعام
، فأجلسه في حجره ، فبال الصبي على حجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فدعا
النبي صلى الله عليه وسلم بماء فنضحه ) ، أي : بادر بإزالة النجاسة .
وهكذا ينبغي للإنسان إذا تنجس ثوبه أو سرواله أو غترته أو مشلحه أو فراشه : أن
يبادر بغسل النجاسة ، فإذا قُدِّرَ أن الإنسان لم يتيسر له أن يغسل النجاسة ، وصار
على ثوبه نجاسة ، فله أن يقرأ القرآن ، سواء مس المصحف ، إذا كان على وضوء ، أو قرأ
حفظاً عن قلبه ، فكل ذلك سواء ، أي لا يضره " انتهى من " فتاوى نور على الدرب "
لابن عثيمين .
وينظر للفائدة في آداب
الدعاء إلى جواب السؤال رقم : (36902) .
والله أعلم .
تعليق