الحمد لله.
أولا :
ينبغي اختيار الأسماء الحسنة ، وتجنب اختيار الأسماء القبيحة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر في دلالة الاسم ، ويغير الاسم القبيح إلى اسم حسن .
راجع السؤال رقم : (147252) .
وللأسماء دلائل على مسمياتها ، وتَناسُبٌ بينها وبينها .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" والله سبحانه بحكمته في قضائه وقدره : يلهم النفوس أن تضع الأسماء على حسب مسمياتها لتناسب حكمته تعالى بين اللفظ ومعناه ، كما تناسبت بين الأسباب ومسبباتها ...
وبالجملة : فالأخلاق والأعمال والأفعال القبيحة تستدعي أسماء تناسبها ، وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها .
وكما أن ذلك ثابت في أسماء الأوصاف فهو كذلك في أسماء الأعلام ، وما سمي رسول الله محمدا ، وأحمد : إلا لكثرة خصال الحمد فيه ؛ ولهذا كان لواء الحمد بيده ، وأمته الحمادون وهو أعظم الخلق حمدا لربه تعالى ؛ ولهذا أمر رسول الله بتحسين الأسماء فقال : ( حسنوا أسماءكم ) ، فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من اسمه ، وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه ، وترك ما يضاده ؛ ولهذا ترى أكثر السفل أسماؤهم تناسبهم ، وأكثر العلية أسماؤهم تناسبهم " .
انتهى من " تحفة المودود " (ص 146-147) .
ثانيا :
- " شمسية " : نسبة إلى الشمس ، يقال : سنة شمسية ، نسبة إلى الشمس ، كما يقال :
سنة قمرية ، نسبة إلى القمر .
جاء في "المعجم الوسيط" (1/ 494)
"شمسية: نِسْبَة إِلَى الشَّمْس، والشمسية : مظلة تحمل فِي الْيَد تتقى بهَا
الشَّمْس " انتهى .
ولعل من يسمي ابنته بهذا الاسم ينظر إلى شيء من صفات الشمس ، ويأمل أن تكون ابنته كذلك ، كأن يلمح منها : عموم الفائدة ، أو نور الوجه واستدارته وجماله ، أو نحو ذلك .
ويجوز التسمية بـ " شمسية "
باعتبار أن الأصل في التسمية الجواز ، جاء في " الموسوعة الفقهية " (11/332) : "
الْأَصْلُ جَوَازُ التَّسْمِيَةِ بِأَيِّ اسْمٍ ، إلَّا مَا وَرَدَ النَّهْيُ
عَنْهُ " انتهى .
وفي الأسماء الشرعية المستحبة الغنية والكفاية .
- و " آسية " لها عدة معان
في اللغة :
جاء في "لسان العرب" (14/ 34):
الأَسا: المُداواة والعِلاج ، وَهُوَ الحُزْنُ أَيضاً. وأَسا الجُرْحَ: دَاوَاهُ.
والأَسُوُّ والإِسَاءُ، جَمِيعًا: الدَّوَاءُ، وَالْجَمْعُ آسِيَة " انتهى .
والآسِيَةُ من البِناءِ: المُحْكَمُ، والآسية : الدِّعامةُ، والخاتِنَةُ .
"القاموس المحيط" (ص 1259)
والآسِيَةُ أيضاً: السارِيَةُ .
"الصحاح" (6/ 2269)
ويقالُ: سُمِّيتِ السارية آسِيَة: لأنَّها تُصْلِحُ السَّقْفَ وتُقِيمُه، من
أَسَوْت بينَ القَوْمِ: أَصْلَحتُ بَيْنهم.
"تاج العروس" (37/ 79)
ولعل اسم " آسية " مأخوذ من ذلك كله ، فهي كلها معان حسنة . ولا بأس بالتسمية به .
- وأما "عاصية" : فمن
العصيان ، وهو الخروج عن الطاعة ومخالفة الأمر ، وهو اسم قبيح ، وقد روى مسلم
(2139) عَنِ ابْنِ عُمَرَ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ ، وَقَالَ: (أَنْتِ جَمِيلَةُ) " .
وهذا الحديث كافٍ في بيان ذم هذا الاسم ، وأنه يكره للمسلم أن يُسمي به ابنته . هذا
مع ما في فطر النفوس من النفرة من مثل هذا الاسم ، وانقباضها ممن يحمله .
أما بكر : فهو الفتيّ من
الإبل ، جاء في " تاج العروس " (10/ 241):
" البُكْرُ والبَكْرُ: وَلَدُ النّاقَةِ ، أَو الفَتِيُّ مِنْهَا ؛ فمَنْزِلَتُه من
الإِبل منزلةُ الفَتِيِّ من النَّاس " انتهى .
فالذي يتسمى به لعله ينظر
إلى معنى القوة والشباب ، وهو اسم معروف عند العرب ، تسمى به جماعة من الصحابة رضي
الله عنهم ، وكُنِّي به أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
انظر : " الإصابة في تمييز الصحابة " للحافظ ابن حجر (1/212-215) .
وينظر للفائدة السؤال رقم :
(1692) ، والسؤال رقم : (101401)
.
والله أعلم .
تعليق