الحمد لله.
أولا :
للخالة منزلة كريمة في الإسلام ، وهي بمنزلة الأم ، كما روى أبو داود (2278) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنّه قَالَ : ( الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قيل : المعنى : أنها بمنزلتها في استحقاق الحضانة ، لأن الحديث ورد في ذلك.
فتح الباري (7/506) .
وقيل : إنها بمنزلتها في الحضانة وغيرها .
قال الذهبي في "الكبائر" : "أي : في البر والإكرام والصلة" انتهى .
وانظر : "شرح بلوغ المرام" للشيخ ابن عثيمين (5/203) .
ويشهد للمعنى الثاني ما رواه الترمذي (1904) عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟) قَالَ: لَا، قَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَبِرَّهَا).
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2504)
فدل ذلك على بر الخالة والإحسان إليها من فضائل الأعمال ومن مكفرات الذنوب .
وروى أبو داود (4970) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنًى، قَالَ: (فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ) يَعْنِي ابْن اخْتُهَا ، فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ .
وعبد الله ، هو عبد الله بن الزبير ، ابن أختها أسماء ، رضي الله عنهم جميعا .
ففي هذا الحديث تأكيد ما سبق : أن الخالة بمنزلة الأم .
فينبغي للمسلم أن يعامل خالته بالبر والإحسان كما يعامل أمه .
انظر جواب السؤال رقم : (148430)
ثانيا :
كل خالة لشخص أو عمة فهي خالة له ولجميع ذريته ، وعمة له ولجميع ذريته ، فعمة أبيك عمة لك ، وخالة أبيك خالة لك ، وكذلك عمة أمك وخالتها .
انظر جواب السؤال رقم : (34791)
ثالثا:
خالة الرجل من جملة محارمه ، فيجوز له أن يصافحها ، ويخلو بها ، ويسافر معها. ويجوز لها أن تكشف وجهها أمامه ، كما تفعل الأم أمام أبنائها .
والمرأة المسلمة يجوز لها أن تكشف أمام محارمها ونسائها ما جرت العادة عند أهل الشرع والأدب بكشفه، كالوجه والرأس والرقبة والذراع وبعض الساق .
ولا يجوز لها أن تلبس القصير أمامهم ، ولا الشفاف، ولا الضيِّق الذي يحجم العورة .
انظر جواب السؤال رقم : (82994) ، (43480).
والله تعالى أعلم .
تعليق