الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

هل ثبت أن قراءة أواخر سورة الفتح ييسر الله به الزواج للمرأة ، ويجمع لها به الخير كله ؟

229852

تاريخ النشر : 16-06-2015

المشاهدات : 102605

السؤال


استمعت إلى شخص في التلفاز وهو ينصح الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد وطال بهن المكث بأن يقرأن أواخر سورة الفتح ، وقال : إن الله يجمع لمن قرأتها الخير كله في هذا العالم ، ويأتيها الزواج مسرعاً ، وعتب على من ينتقده لقول مثل هذا الأمر مع أنه صحيح ، حسب تعبيره. فهل تعتقدون أن ما قاله صحيح ؟ لقد بحثنا فلم نجد له أًصلاً ، أرجو ذكر أدلة قوية واضحة.

الجواب

الحمد لله.


أولا :
لا نعلم في نصوص الشرع ما يدل على أن قراءة أواخر سورة الفتح لها فضل مخصوص ، لا في الزواج ولا في غيره ، فالقول بأن قراءة أواخر هذه السورة ييسر الله به الزواج للمرأة ، ويجمع لها به الخير كله : قول بلا دليل ، فهو من التقول على الله ورسوله ، ومن الإحداث في دين الله ، وعلى من يريد سعادة الدارين من ذكر أو أنثى أن يتقي الله تعالى في سره وعلنه ، وأن يكون قائما على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مسارعا في الخيرات ، مجتنبا للمحرمات ، متوكلا على ربه ، حسن الظن به ، قال الله تعالى :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/ 97 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا - وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم ، وقلبه مؤمن بالله ورسوله ، وأن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله - بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة.
والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت" انتهى من"تفسير ابن كثير" (4 /601) .
وقال تعالى : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) هود/ 3 .
قال ابن القيم رحمه الله :
" فبين سبحانه أنه يسعد المحسن بإحسانه في الدنيا وفي الآخرة ، كما أخبر أنه يشقى المسيء بإساءته في الدنيا والآخرة " انتهى من "إغاثة اللهفان" (1 /23) .
وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2-3، فتقوى الله سبب هام من أسباب الرزق .
وينظر جواب السؤال رقم : (110715) .
فعلى من أرادت الخير لنفسها ، وأن يرزقها الله تعالى الزوج الصالح ، والذرية الصالحة : أن تحقق تقوى الله تعالى ، وتكثر من العمل الصالح ، وتحسن الظن بالله ، وتكثر من الدعاء والتضرع ، ولا تيأس من رحمة الله .
ثم بعد ذلك تسلم لأمر الله تعالى وترضى به ، وتعلم أن الله تعالى لن يقدر لها إلا الخير .
فقد يريد العبد شيئا فيصرفه الله عنه أو يؤخره ، لأن الله يعلم أن ذلك خير له وأصلح .

قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة / 216 .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب