الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

مشكلة نسيان المواعيد

23317

تاريخ النشر : 18-05-2002

المشاهدات : 16051

السؤال

أنا أم صغيرة لطفلين، واكتشفت أن ذاكرتي ضعفت كثيراً بعد الولادة وأنسى كثيراً .
الكثير من الناس يطلبون مني أشياء وأوافق ثم أنسى وأعلم بأن الكثير من الأخوات يحصل لهم هذا أيضاً .
قالت لي الممرضة بأن هذا طبيعي عند الولادة ، فهل يمكن أن يكون هذا بسبب المعاصي ؟ هل أكون مذنبة إذا وعدت الناس ونسيت ؟.

الجواب

الحمد لله.

لعل نسيانك _ أو ضعف ذاكرتك – ناتج عن الولادة كما ذكرت الطبيبة ، وهذا أمر لا يستدعي الخوف ، وقد يكون هذا النسيان بسبب المعاصي لأن الذنوب يترتب عليها عقوباتعلى القلب والبدن ، وقد ذكر الإمام ابن القيم (رحمه الله ) أكثر من ستين عقوبة منعقوبات المعاصي في كتابه القيم " الداء والدواء "

فعلى المرء إذا شعر بفقدان نعمة من النعم أن يسرع بالتوبة إلى اللهعز وجل فقد قال تعالى : ( ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتىيغيروا ما بأنفسهم ) الأنفال/53

وأما إذا وعد الإنسان بشىء ثم نسي عن غير عمد فلا شىء عليه لأن اللهتجاوز لهذه الأمة عن النسيان كما دلت على ذلك النصوص ، ومن ذلك ما ورد في الآيتينالأخيرتين من سورة البقرة : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا …….) قال الله عز وجل : " قد فعلت " رواه مسلم

وهناك وسائل تُعينك على تذكر المواعيد كاستخدام المفكرة ( الورقية أو الإلكترونية ) لضبط المواعيد باليوم والتاريخ ، وهذه وسيلة أثبتت نجاحها ، فكم من الناس ينسون مواعيدهم ، فانضبطت مواعيدهم لما استخدموا هذه المفكرات .

ومن الوسائل استخدام الساعة المنبهة الإلكترونية أو الجوال للتنبيه على وقت الموعد ... وغير ذلك من الوسائل الحديثة لمن تيسرت له .

وهناك مفكرات صوتية تعتمد على تسجيل الموعد بصوت صاحب الجهاز ثم تذكره به .

وعلى الإنسان أن يهتم قدر الإمكان بهذا الأمر لأن إخلاف الوعد من صفات المنافقين كما في حديث : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً , ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها إذا حدث كذب ، إذا عاهد غدر , وإذا وعد أخلف , وإذا خاصم  فجر ) رواه مسلم/53 .

فحفظ المواعيد من علامات أهل الإيمان .

وكذلك ينبغي لمن تفوته المواعيد بسبب مثل هذا المذكور في السؤال أن يبين عذره للطرف الأخر كي لا يجد عليه في نفسه ، ونسأل الله أن يحفظنا وإياكم كم كل سوء ، والله الموفق .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد