السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

هل على الأخ الصغير أن يوقر أخاه الكبير ويطيعه ؟

235610

تاريخ النشر : 01-02-2016

المشاهدات : 118076

السؤال


هل طاعة الأخ الكبير واجبة مع وجود الأب والأم ، مع العلم أنّ الأب يعمل في دولة أخرى ، ولا يوجد في البيت معي سوى أمي وأخي الكبير ، الذي يأمرني بتنظيف المنزل ، أو يتابع مستوى تحصيلي في الدراسة ، وهو يعتقد أنه يجب طاعته ، والإجابة على أسئلته عندما يسألني عن أحوالي ، مع العلم أنني أتجنب الرد على أسئلته ؛ لإن أسلوبه غير إسلامي وغير مناسب ، وأخشى التجادل معه ؛ لأنني قد أرتكب معصية حينها ؟ وهل تجب طاعته إن كان أبي موجودا معنا ؟ فأنا أطيع أبي وأمي ـ الحمد لله ـ ولكن مشكلتي مع أخي .

الجواب

الحمد لله.


ينبغي للإخوة أن يرحم كبيرُهم صغيرهم ، وأن يوقر صغيرُهم كبيرهم ، وأن يجمع بينهم التآلف ، والتحاب ، والتناصح ، وعدم الاختلاف .
وقد روى الترمذي (1919) عن أنس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
قال المناوي رحمه الله :
" يُعْطَى الكبير حقه من الشرف والتوقير " انتهى من "فيض القدير" (5/ 388) .

والأخ الكبير له شيء من الولاية على أخيه الصغير .
قال الشرواني في "حاشيته" (3/ 21):
" منْ لَهُ وِلَايَةُ التَّأْدِيبِ، فَيَشْمَلُ الْأُمَّ وَالْأَخَ الْكَبِيرَ " انتهى .
وقال الجمل في "حاشيته" (4/ 426):
" يُؤْخَذُ مِنْ التَّعْلِيلِ أَنَّ مِثْلَ الْأَبِ كُلُّ مَنْ لَهُ وِلَايَةُ التَّأْدِيبِ ، كَعَمِّهِ ، وَأَخِيهِ " انتهى .

وما دام الأب مسافرا ، فقد جرت عادة الناس أن الأخ الكبير يقوم بدور الأب في البيت ، فيكون هو المسئول عن الأسرة وعن تأديب إخوانه الصغار ومتابعتهم في التعليم ، ونحو ذلك ؛ فعليهم أن يوقروه ويطيعوه .

وأما في حالة وجود الأب معكم في البيت .
فالأب هو الذي يدير البيت ويرتب مسئوليات كل شخص فيه ، فإن أمركم بطاعة أخيكم الكبير، فعليكم طاعته ، وكذلك إذا لم يأمركم بها صراحة ، ولكنه يحب ذلك منكم ، أو استقر العرف عندكم بذلك .

ولا شك أن الأب يحب من أولاده أن يكونوا متحابين متطاوعين غير مختلفين .
وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري حاكمين على اليمن ، كل واحد منهما على منطقة منه وقال لهم : (تطاوعا ولا تختلفا) متفق عليه .

ومتابعة الأخ الأكبر أخاه الصغير في دروسه ، وسؤاله عن أحواله ، مما يدل على رشده وجودة عقله ، وعلى الصغير مراعاة ذلك ، فيجيبه عما يسأل عنه ، ويمتثل له ، ولا يغضب لسؤاله ومتابعته ، فهو لا يفعل ذلك إلا لحرصه على مصلحة أخيه ، وحبه الخير له .
وكذلك إذا أمره بتنظيف البيت ، وإعانة أمه أو أخواته في ذلك ، فله الحق في هذا الطلب ، وعلى الصغير أن يطيعه ؛ لأنه يأمره بمعروف ، ويحثه على طاعة والدته ، وإعانة أخواته ، وهذا كله مشروع .
ولكن ، عليه أن يأمر أخاه برفق ولين ، ولا يشتد عليه ويعنف ، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ، والعنف ما كان في شيء إلا شانه .
فإذا كان في كلامه شيء من العنف فعلى أخيه الصغير أن يدله على الرفق في معاملته ومحادثته ، ولا حرج عليه أن يطلب من والدته أمره بذلك ، وإن احتاج أن يطلب ذلك من أبيه بعد عودته من سفره فله ذلك ، في سبيل انتظام حال الأسرة وعدم تفككها ، ومراعاة توافر المحبة والمودة بين أفرادها ، وتحلّ المشاكل بالتناصح والحكمة والموعظة الحسنة ، لا بالضجر والعنف والشدة .

وانظر جواب السؤال رقم : (137115) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة