الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

طلب العلم في الكبر وهل يتعارض مع طلب المعاش؟

248060

تاريخ النشر : 03-09-2016

المشاهدات : 13477

السؤال


لي مستوى ضعيف في اللغة العربية التي تؤهلني في طلب العلم الشرعي ماهي الكتب في اللغة العربية حتى أكسب البلاغة والفصاحة وماهي القواميس أي افضل قاموس في اللغة العربية كما أواجه اﻹنكار من الأهل بسب طلب العلم الشرعي حيث نهاني أبي عن طلب العلم الشرعي ومن جملة الأسباب قال لي أبي -كيف تطلب العلم الشرعي وأنت غير مستقيم على طاعة الله بسب فسقي كما أني أجاهد نفسي-أنت مستواك ضعيف في اللغة العربية كيف تطلب العلم الشرعي-كما أنه قال لي فات عليك الأوان من طلب العلم الشرعي حيث طلب العلم الشرعي يجب أن يكون منذ الصغر علما أن عمري عشرين سنة وليس بكبير-اذا طلبت العلم الشرعي ماذا تعمل أي العمل الدنيوي من أجل الحصول على المال لان طالب العلم الشرعي من الصعب أن يكون له مال فقلت له أرفع الجهل عن نفسي و اعبد الله على بصيرة هل هذه الأسباب تمنع من طلب العلم الشرعي .

الجواب

الحمد لله.


أولا:
طلب العلم الشرعي قربة من القربات العظيمة، وقد جاء في فضل ذلك نصوص مشهورة من الكتاب والسنة، وحسبك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) رواه الترمذي (2682) ، وأبو داود (3641) ، وابن ماجه (223) والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي.

والعلم في الصغر كالنقش على الحجر كما قيل، لكن لا يمنع هذا من طلب العلم بعد الثلاثين والأربعين، فكيف بمن كان في سن العشرين. وقد طلب جماعة العلم على كبر ، فصاروا أئمة معروفين كأصبغ المالكي، والقفال الشاشي الشافعي، وابن حزم ، وغيرهم، وانظر نماذج لذلك في جواب السؤال رقم : (97012) .
فلا ينبغي أن يثبطك كلام والدك، بل إذا اجتهدت وراعيت أصول الطلب، وتدرجت في تحصيل العلم، وصلت إلى ما تريد إن شاء الله.
وكون الإنسان على شيء من التقصير في الطاعات ، أو مقترفا لشيء من المحرمات، فهذا لا يمنع من طلب العلم، بل يرجى له إذا انشغل بالعلم ، وذاق حلاوته أن يزداد إيمانه، ويقل عصيانه، فقد قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر/28

ثانيا:
اللغة العربية لغة القرآن الكريم ، ولغة نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي من الدِّين ، ومعرفتها فرض واجب إما على الأعيان أو على الكفاية ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم: (164887) .
وتحصيل قواعد اللغة ، وما يحتاج إليه طالب العلم في بداية طلبه منها : ليس عسيرا، ومن الكتب النافعة في ذلك: النحو الواضح لعلي الجارم ومصطفى أمين ، وله مرحلتان متدرجتان ، ثم ملحة الإعراب، والمقدمة الآجرّومية وشرحها، والتطبيق النحوي ، للدكتور عبد الغني الراجحي ، ثم إذا أتقنت ذلك كله ، أمكنك أن تنتقل إلى شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.

ومن الكتب النافعة في البلاغة: البلاغة الواضحة، لعلي الجارم ومصطفى أمين، و"دروس البلاغة العربية " لمجموعة من علماء مصر ، وقد شرحه الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
وأما القواميس : فيكفيك منها : المعجم الوسيط ، مجمع اللغة العربية ، والمصباح المنير للفيومي.
وننصحك أيضا بمطالعة : المنتخب من أدب العرب ، لمجموعة من علماء مصر ، وقد شرحه بعض طلاب العلم ، وهو منشور على الشبكة .
ثالثا:
طلب العلم الشرعي لا يتعارض مع العمل الدنيوي، فقد يكون الرجل طبيبا أو مهندسا أو عاملا ، وهو طالب للعلم حافظ لكتاب الله تعالى.
وأبواب الرزق كثيرة، وهي بيد الله تعالى، وقد وعد أهل الإيمان والتقوى بالرزق من حيث لا يحتسبون فقال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/2،3 .
وقال سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/97.
فاجتهد في تحصيل العلم، مع طرق أبواب الرزق، لئلا تكون عبئا على والدك.
وانظر في كيفية طلب العلم وأهم الكتب التي يبدأ بها الطالب: السؤال رقم : (20191) ، ورقم: (14082) ، ورقم : (109931) ، ورقم : (178489) .
زادك الله علما وهدى وصلاحا.
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب