الخميس 6 جمادى الأولى 1446 - 7 نوفمبر 2024
العربية

علاج إدمان الزوج للمواقع الإباحية

السؤال

أنا امرأة متزوجة من شهر ونصف ، اكتشفت أن زوجي يتابع الصور والمقاطع الإباحية ، أحسست بحسرة وحرقة بداخلي ، وتغيرت حياتي من سعادة إلى تعاسة ، أنا أحب زوجي ، ولكن لم أتقبل هذه الفكرة أبدا ، أنا أعيش معه بالخارج ، كنت أتوقع أن يكون لي مثال الزوج ، لا أنكر معاملته الحسنة معي وتعامله ، لكن نفسيتي تدهورت بعد هذا الموضوع ، أبكي دائما ، ودائما صامتة بعكس شخصيتي الأساسية ، فكرت أن أعرض نفسي على طبيب نفسي ؛ ليساعدني بحل مشكلتي ، ولكن لأنني أعيش بالغربة ، ولا يوجد لدي أحد من معارفي فيصعب علي الذهاب دون إخبار زوجي ؛ لأني لا أريده أن يعرف أنني أطلب المساعدة من طبيب مختص ، صارحني بأنه مدخن ، ولم أعلم ذلك قبل زواجي ، ولا بعد زواجي بفترة ، أصبحت كثيرة التفكير بأنه لا يستمتع معي ، أو لم يرتح بحياته معي ، أرجو مساعدتكم بطريقة التعامل مع زوجي ، وهل رؤيته لصور ومقاطع الجنس الثالث ؛ أشكال إناث بأعضاء رجال ، هل يعني أنه شاذ ؟

الجواب

الحمد لله.

أختنا الفاضلة

لقد ابتلي كثير من شباب الأمة في زماننا بإدمان النظر للمشاهد الإباحية ، وذلك لسهولة الوصول إليها من خلال المواقع الإباحية المتاحة على الشبكة العنكبوتية ، وهذا النوع من الإدمان يحجب صاحبه عن الاكتفاء بالحلال الواقعي الممثل في زوجته ، وذلك لإدمانه الحرام الافتراضي وتتبعه لهواه وشهوته !

فالأمر لا يتعلق بمجرد راحته معكِ وتمتعه بكِ ، بل يتعلق بإدمانه النظر المحرم  لغيركِ ، لاسيما أنه فعله في أول شهر من الزواج بكِ

 وهذا الإدمان داء ، يفتقر إلى دواء .

ومن أعظم أدوية الإدمان النافعة هو الانقطاع الاختياري أو الجبري عن مصدر الإدمان ، مع إشغال الوقت بما ينفع من أمور المعاش والمعاد ، وزيارة طبيب نفسي للتدخل بالعلاجات الدوائية والكلامية إن لزم الأمر .  

وهذا يتطلب جهدا منكِ لمساعدته في التخلص من هذا الإدمان ، وذلك بمحاولة إلهائه عن الأجهزة الالكترونية التي تفتح عليه هذا الباب ، والكلام معه بشأن الدراسات المحذرة من خطورة إدمان هذه الأجهزة ، وكذلك بمحاولة إشغال وقته بكل نافع من أمور الدنيا والدين ، ومعاونته على العمل بطاعة الله رب العالمين

فإن وجدت منه نفورا أو إعراضا فاقترحي عليه أن يجلس لطبيب نفسي ، لمحاولة التخلص من إدمان هذه الأجهزة أو أعراض القلق المترتب على ذلك .

وننصح كذلك بضرورة رجوعكِ لمستشارة نفسية من ذوات الأمانة والدين ، ولو من خلال شبكة الإنترنت ، وذلك لنصحكِ بشأن تفاصيل تعاملكِ معه في الأمور الحياتية بصفة عامة ، والعلاقة الزوجية بصفة خاصة .

مع العلم أنه لا يجوز الخوض في تفاصيل العلاقة الزوجية وما إليها مع أحد من الرجال غير والدك، سواء كان طبيبا نفسيا أم غيره ، لما يترتب على ذلك من فتح أبواب الفتنة أو الوقوع في التعلق المحرم .

لكن حاصل مهمتك هنا باختصار : أن تشغليه بنفسك عن غيرك ، وتغنيه بالحلال ، عن التطلع إلى الحرام ، وتجتهدي في ذلك ، وتحتسبي النية عند رب العالمين ، في هذا الأمر المهم .

وفيما يتعلق بمشاهدته - هدانا الله وإياه - لمقاطع الجنس الثالث ، فهذا سلوك شاذ يحتوي على استمتاع بما هو شاذ ، ولكن ليس معناه بالضرورة أن يكون الشخص في نفسه شاذا ، ذلك بأن الرجل الشاذ لا يستمتع عادة بأشكال الإناث ، بل يكون على العكس تماما .

هذا والله نسـأل أن يهدينا وإياه
إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب