الحمد لله.
أختنا الفاضلة
لقد ابتلي كثير من شباب الأمة في زماننا بإدمان النظر للمشاهد الإباحية ، وذلك لسهولة الوصول إليها من خلال المواقع الإباحية المتاحة على الشبكة العنكبوتية ، وهذا النوع من الإدمان يحجب صاحبه عن الاكتفاء بالحلال الواقعي الممثل في زوجته ، وذلك لإدمانه الحرام الافتراضي وتتبعه لهواه وشهوته !
فالأمر لا يتعلق بمجرد راحته معكِ وتمتعه بكِ ، بل يتعلق بإدمانه النظر المحرم لغيركِ ، لاسيما أنه فعله في أول شهر من الزواج بكِ
وهذا الإدمان داء ، يفتقر إلى دواء .
ومن أعظم أدوية الإدمان النافعة هو الانقطاع الاختياري أو الجبري عن مصدر الإدمان ، مع إشغال الوقت بما ينفع من أمور المعاش والمعاد ، وزيارة طبيب نفسي للتدخل بالعلاجات الدوائية والكلامية إن لزم الأمر .
وهذا يتطلب جهدا منكِ لمساعدته في التخلص من هذا الإدمان ، وذلك بمحاولة إلهائه عن الأجهزة الالكترونية التي تفتح عليه هذا الباب ، والكلام معه بشأن الدراسات المحذرة من خطورة إدمان هذه الأجهزة ، وكذلك بمحاولة إشغال وقته بكل نافع من أمور الدنيا والدين ، ومعاونته على العمل بطاعة الله رب العالمين
فإن وجدت منه نفورا أو إعراضا فاقترحي عليه أن يجلس لطبيب نفسي ، لمحاولة التخلص من إدمان هذه الأجهزة أو أعراض القلق المترتب على ذلك .
وننصح كذلك بضرورة رجوعكِ لمستشارة نفسية من ذوات الأمانة والدين ، ولو من خلال شبكة الإنترنت ، وذلك لنصحكِ بشأن تفاصيل تعاملكِ معه في الأمور الحياتية بصفة عامة ، والعلاقة الزوجية بصفة خاصة .
مع العلم أنه لا يجوز الخوض في تفاصيل العلاقة الزوجية وما إليها مع أحد من الرجال غير والدك، سواء كان طبيبا نفسيا أم غيره ، لما يترتب على ذلك من فتح أبواب الفتنة أو الوقوع في التعلق المحرم .
لكن حاصل مهمتك هنا باختصار : أن تشغليه بنفسك عن غيرك ، وتغنيه بالحلال ، عن التطلع إلى الحرام ، وتجتهدي في ذلك ، وتحتسبي النية عند رب العالمين ، في هذا الأمر المهم .
وفيما يتعلق بمشاهدته - هدانا الله وإياه - لمقاطع الجنس الثالث ، فهذا سلوك شاذ يحتوي على استمتاع بما هو شاذ ، ولكن ليس معناه بالضرورة أن يكون الشخص في نفسه شاذا ، ذلك بأن الرجل الشاذ لا يستمتع عادة بأشكال الإناث ، بل يكون على العكس تماما .
هذا والله نسـأل أن يهدينا وإياه
إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه
والله أعلم
تعليق