الحمد لله.
التلبية في اللغة هي الاستجابة ، ومعنى " لبيك فلان " : استجبت لك يا فلان ، بحذف حرف النداء .
وحذف حرف النداء ، شائع في اللغة العربية ، وأمثلته في القرآن كثيرة ، كقوله تعالى ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ) والمعنى : يا يوسف أعرض عن هذا ، ومنه قوله تعالى ( رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ) فـ "ياء النداء" قبل "رب" محذوفة ، وهذا كثير في القرآن .
ومعنى " لبيك ثأر الله " : استجبت ، أو سأستجيب لك ، يا ثأر الله .
والتلفظ بالاستجابة لثأر الله أو ثأر رسوله أو ثأر فلان أو علان ؛ كل هذا لا حرج فيه ؛ إذا كان قائله يريد به أن يستنهض الهمم ، للغيرة والثأر لدين الله ، فهو كقول القائل : وا إسلاماه ، أو يا خيل الله اثأري ، أو نحو هذه الألفاظ ، فهذه ألفاظ حق ، ولا حرج فيها .
غير أن استعمال هذه الكلمة صار شائعا عند الرافضة الحاقدين ، ويقصدون بها الأخذ بثأر الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه ، ويرمون أهل السنة – ظلما وبهتانا - بعداوته وقتله ، مع أن أهل السنة أولى بالحسين وبجميع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم .
وينظر جواب السؤال (176341) .
وهؤلاء لو كان عندهم عقل وعدل وإنصاف ، فممن يريدون الأخذ بثأر الحسين ؟!
وقد مات قتلة الحسين منذ نحو ألف وأربعمائة سنة !!
ولكنهم يطلقون مثل هذه العبارة لحمل سفهائهم وجهالهم على قتل أهل السنة .
والله تعالى يقول : (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام/164 .
ولكنه الحقد على أهل الإسلام ، من أهل السنة خصوصا ، تبديه مثل هذه العبارات .. لما كانوا يتسترون بالتقية زمانا ....
وأما اليوم : فلا يحتاج الأمر إلى بيان .. والله المستعان .
وقد عرف عن الرافضة توزيع الهدايا والأطعمة في ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه ، ويكتبون فيها هذه العبارة وما يشابهها ؛ ليستميلوا الناس إلى باطلهم ، ويغووهم بذلك .
فإذا كان الأمر كذلك ، فاحذر كل الحذر من هذا الصديق ، وما يهديك من كتب القوم ، وضلالاتهم ؛ فبين له ذلك ، وحذره من ضلال الرافضة ، وفساد طريقتهم ولا يجوز لك أن تقبل منه شيئا جاء على هذا النحو ؛ حفاظا على سلامة دينك ، وإضعافا لباطلهم ، وبعدا عن إقرارهم عليه .
وينظر جواب السؤال (102885) .
والله أعلم .
تعليق