الحمد لله.
اعلم - سلمك الله - أنه من الممكن حسا وعقلا أن يرتبط الأب بولد غير ولده اكثر من ارتباطه بولده ، وذلك لكثرة المخالطة ، أو لأفعال وأحوال تدل على تعلق الولد به لا يجدها من ولده .
ومن الممكن كذلك ألا يرتبط الولد بأبيه ، حتى وإن عاشا في بيت واحد ، إما لقسوة أبيه أو لإهماله له ؛ هذه مشاعر طبيعية تعتري الآباء والأبناء في مثل هذه المواقف ،
ومع ذلك تبقى الغريزة الفطرية التي فطر الله الناس عليها ، راسخة عميقة بجذورها ، في روح الأب وروح ولده ، فتحول دون أن يتحول الأب لمجرد شخص غريب كغيره من الناس ، أو أن يتحول الابن لمجرد طفل كغيره من الأطفال !
فمهما يكن من أمر ستظل هذه الفطرة الإلاهية متغلغلة في ثنايا ولدك ، لا يستطيع دفعها ولا تجاهلها بحال من الأحوال .
ثم تزيد رسوخا وعمقا بحبك له ، وحرصك عليه ، وعنايتك به ، وتلطفك معه .
وحاصل الأمر : أن وجودك الإيجابي الفعال في حياة طفلك - والحالة هذه - أمر ضروري لا غنى عنه . فاجتهد في رؤيته بشكل دوري ، ولا تنقطع أبدا عن زيارته ومتابعة أحواله وأخباره ، وإظهار حرصك على ذلك له بكل ما يتاح أمامك من الطرق .
واجتهد كذلك في إظهار حبك له بالأقوال والأفعال والأحوال .
واعمل على تقديره ، والثناء عليه ، كلما التقيت به ، وتشجيعه ، ودعم مهاراته وهواياته القريبة لقلبه، مع التلطف في نصحه ، والترفق به ، وإظهار حزم المحبين فيما قد يظهر منه من سلوكيات أو تصرفات غير لائقة .
والله أعلم
تعليق