الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

هل من الخطأ الشعور بارتباط بطفل متبنى أكثر من ارتباطي بطفلي ؟

266876

تاريخ النشر : 07-06-2017

المشاهدات : 7040

السؤال

حسب ما أعلم فإنه بعد أن طلقت زوجتي فإنّها تمتلك حق حضانة الأطفال حتى يبلغوا سن السابعة ، وعندها يمكن للطفل أن يقرر ما إذا كان يرغب في العيش معي أو معها، ولكن ما يحدث عادةً بنسبة 90% إلى 95% يكون خيار الطفل البقاء مع الأم وليس الأب ، وبصفتي أبًا فأنا لا أريد أن أجبر طفلي على البقاء معي إذا أراد أن يبقى مع أمه ، لذا سوف يبقى الطفل مع أمه ، ولكن كلما بقي الطفل مع أمه، سيصبح من الصعب على الطفل التعامل معي، ويكتسب مزيدًا من صفات أمه وطريقتها في الحياة مما يعني أنني سأصبح بمثابة عمٍ أو شخصٍ غريب عند زيارة المنزل لرؤية طفلي ، أو زيارة الطفل لي ، وفي تلك المرحلة أنا أيضًا سأشعر بشعورٍ غريب عند زيارة طفلي لمنزلي ، حيث سيقتصر التواصل على المكالمات الهاتفية ، ورسائل البريد الإلكتروني ، ومع مرور الوقت سأصبح مثل أحد أقربائه وليس والدًا حقيقيًا له ، فهل من الخطأ أن أشعر بارتباطٍ بطفل غير طفلي أكثر من ارتباطي بطفلي الحقيقي ؟ هل أنا الوحيد الذي يشعر بهذا الشعور؟

الجواب

الحمد لله.

اعلم - سلمك الله - أنه من الممكن حسا وعقلا أن يرتبط الأب بولد غير ولده اكثر من ارتباطه بولده ، وذلك لكثرة المخالطة ، أو لأفعال وأحوال تدل على تعلق الولد به لا يجدها من ولده .

 

ومن الممكن كذلك ألا يرتبط الولد بأبيه ، حتى وإن عاشا في بيت واحد ، إما لقسوة أبيه أو لإهماله له ؛ هذه مشاعر طبيعية تعتري الآباء والأبناء في مثل هذه المواقف ،
ومع ذلك تبقى الغريزة الفطرية التي فطر الله الناس عليها ، راسخة عميقة بجذورها ، في روح الأب وروح ولده ، فتحول دون أن يتحول الأب لمجرد شخص غريب كغيره من الناس ، أو أن يتحول الابن لمجرد طفل كغيره من الأطفال !

فمهما يكن من أمر ستظل هذه الفطرة الإلاهية متغلغلة في ثنايا ولدك ، لا يستطيع دفعها ولا تجاهلها بحال من الأحوال .

ثم تزيد رسوخا وعمقا بحبك له ، وحرصك عليه ، وعنايتك به ، وتلطفك معه .


وحاصل الأمر : أن وجودك الإيجابي الفعال في حياة طفلك - والحالة هذه - أمر ضروري لا غنى عنه . فاجتهد في رؤيته بشكل دوري ، ولا تنقطع أبدا عن زيارته ومتابعة أحواله وأخباره ، وإظهار حرصك على ذلك له بكل ما يتاح أمامك من الطرق .

واجتهد كذلك في إظهار حبك له بالأقوال والأفعال والأحوال .

واعمل على تقديره ، والثناء عليه ، كلما التقيت به ، وتشجيعه ، ودعم مهاراته وهواياته القريبة لقلبه، مع التلطف في نصحه ، والترفق به ، وإظهار حزم المحبين فيما قد يظهر منه من سلوكيات أو تصرفات غير لائقة .

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب