الحمد لله.
اختلف العلماء المعاصرون في ركوب المرأة بمفردها مع السائق الأجنبي عنها هل تكون خلوة أم لا ؟
فذهب كثير منهم إلى أن ذلك خلوة ، وقد سبق نقل كلام بعضهم في السؤال رقم (2986) ، (10374) .
وذهب آخرون – كالشيخ الألباني رحمه الله- إلى أن ذلك لا يكون خلوة بشرط أن يكون في وسط البلد .
ويتجه كلام الشيخ الألباني رحمه الله ، أكثر : إذا كان ذلك في السيارات الكبيرة ، كـ"الميني باص" ، أو الحافلات الكبيرة (أتوبيس عام) ؛ لأن وصول السائق إلى المرأة ، ونظره إليها ، وحديثه معها يكون متعذرا في الغالب .
ولا يعني ذلك أنه إذا انتفت الخلوة ، فإنه يجوز لها الركوب بمفردها في جميع الحالات .
بل مدار الأمر حينئذ ، على غلبة الظن بالسلامة من الفتنة أو الأذى ، أو التحرش بالمرأة ، ممن لا يخافون الله ، ولا رادع يردعهم .
فيتوجب عليها النزول – إذا نزل جميع الركاب وبقيت بمفردها – إذا كانت تخشى على نفسها من السائق .
وهناك قرائن تدل على غلبة الظن بالسلامة والأمن ، أو عدم ذلك :
فقد يظهر على السائق علامات الإجرام ، وقد يكون معه من يعمل معه على السيارة ، فيكون اجتماعهما كاجتماع ذئبين على شاة واحدة .
ففي هذه الحالة لا يجوز لها الركوب ، ولتتعب قليلا في انتظار سيارة أخرى حرصا منها على سلامتها .
وقد تكون حوادث التحرش ، والعدوان : في المدينة المعينة ، أو المنطقة السكنية : كثيرة فاشية ، فهنا يتوجب عليها الاحتياط أكثر ، ولو كلفها ذلك تعبا زائدا ، أو الاتصال بمن يصحبها ، أو يقابلها ، من أهلها .
وقد يظهر على السائق علامات الصلاح ، أو يكون رجلا كبيرا في السن ، أو سائقا معروفا لك وللناس في منطقتها ، ونحو ذلك ...
أو تكون الساعة في وسط النهار ، مثلا ، والشوارع آهلة ، ولا يتمكن السائق من تغيير طريقه ، لو أراد العدوان ، ونحو ذلك .
ففي مثل هذه الأحول ، حيث يغلب الظن بالسلامة ، وتظهر قرائن الأمن : لا حرج عليها ، إن أكملت الطريق مع السائق ، بعد نزول الركاب ، متى احتاجت إلى ذلك ؛ بشرط أن يكون ذلك داخل المدينة ، كما هو ظاهر ، والابتعاد عن السائق بقدر الاستطاعة ، فتكون في المقعد الخلفي – إن أمكن – مع الحرص على فتح النافذة التي بجانبها ، ولو شيئا قليلا ، ليحصل الأمن بالمارة ، والاستغاثة بهم ، إن حدث لها شيء ، لا قدر الله .
ونسأل الله تعالى أن يحفظك وبناتنا من كل سوء .
والله أعلم .
تعليق