الحمد لله.
أولا :
المشروع للمسلم عقب الصلاة أن يأتي بالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تقال أدبار الصلوات ، فإذا فرغ منها ، فله أن يدعو إن شاء ، بما شاء .
ثانيا :
النفخ أو النفث على البدن مع قراءة شيء من القرآن هو صورة من صور الرقية الشرعية ، التي تدفع الشر قبل نزوله ، أو ترفعه بعد نزوله .
فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم نفث على يديه ومسح بهما جسده ، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات ، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها
قال معمر : فسألت الزهري كيف ينفث ؟ قال : كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه . رواه البخاري ( 5403 ) ومسلم ( 2192 ) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" يعالج السحر بالقرآن سواء قرأ المسحور على نفسه إذا كان عقله معه سليما ، أو قرأ غيره عليه فينفث عليه في صدره أو في أي عضو من أعضائه ، يقرأ عليه بالفاتحة وآية الكرسي وسورة الإخلاص ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) والمعوذتين ، وآيات السحر المعروفة من سورة الأعراف ، وسورة يونس ، وسورة طه " انتهى من "فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز" (6/288) .
ثالثا :
لا ندري ما الذي يحمل هؤلاء المشار إليهم في السؤال على هذا الفعل ؟ فقد يكون من باب الرقية الشرعية ، فبعد أن يقرأ أحدهم آية الكرسي والمعوذات ينفث على بدنه ، وهذا من حيث الأصل جائز لا بأس به .
غير أن هذا المقام ، مقام انتهاء الصلاة : ليس مقام رقية راتبة ، إنما هو مقام الأذكار المشروعة عقب الصلاة ، كما سبق .
واعتياد هذا الفعل بعد أذكار الصلاة ، ولو على سبيل الرقية : يجعل هذا الفعل بدعة . خاصة إذا كان لم يكن هناك شخص معين ، يحتاج إلى الرقية الخاصة ، أو نزل به ما يدعو إلى ذلك .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول تلك الأذكار ، ويقرأ آية الكرسي والمعوذات ، ولم يكن يفعل شيئا من ذلك .
وخير الهدي : هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها .
فالحاصل .. أن اعتياد هذا الفعل بدعة ، لكن لو فعله المسلم أحيانا ، أو كان ذلك لسبب ، كشخص مريض أو عرض له وسواس من الشيطان ففعل ذلك كنوع من الرقية فلا بأس بذلك .
والله أعلم .
تعليق