الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

حول درجة صحة حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أري ما يصيب أمته بعده، فما رئي ضاحكا منبسطا حتى قبضه الله .

279409

تاريخ النشر : 18-11-2017

المشاهدات : 8138

السؤال

ما صحة حديث أري النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يصيب أمته بعده فما رئي ضاحكاً منبسطاً حتى قبضه الله ؟ والحديث مذكور في كتب التفاسير ، أخرجه الطبري (25/75)، والحاكم (2/447)، وعبد الرزاق في التفسير(2/197)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور": (7/379) أيضاً لعبد بن حميد ، وابن المنذر .

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث ليس له أصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما رواه قتادة بن دعامة السدوسي مرسلا ، فقال: " ذُكِرَ لَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ الَّذِي لَقِيَتْ أُمَّتُهُ بَعْدَهُ ، فَمَا زَالَ مُنْقَبِضًا ، مَا انْبَسَطَ ضَاحِكًا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ".

أخرجه الطبري في "تفسيره" (20/600) من طريق سعيد ومعمر ، وعبد الرزاق في "تفسيره" (3/169) من طريق معمر ، كلاهما عن قتادة به .

والحديث من مراسيل قتادة ، وهو معدود في أصحاب الطبقة الرابعة ، وهم مَنْ أكثر رواياتهم عن كبار التابعين ، والمرسل ضعيف كما هو معلوم ، حيث لم يسم قتادة الواسطة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما ما ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (7/379) حيث قال :" أخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) الزخرف/41 ، قَالَ: قَالَ أنس رَضِي الله عَنهُ: ذهب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبقيت النقمَة ، فَلم يُرِ الله نبيه فِي أمته شَيْئا يكرههُ حَتَّى قُبِضَ ، وَلم يكن نَبِي قطّ إِلَّا وَقد رأى الْعقُوبَة فِي أمته إِلَّا نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ، رأى مَا يُصِيب أمته بعده ، فَمَا رُؤِيَ ضَاحِكا منبسطاً حَتَّى قبض ". اهـ

ففيه نظر في عزوه ، حيث أدخل حديثا مرفوعا مع قول قتادة ، فإن حديث أنس أخرجه الحاكم في "المستدرك" (3672) من طريق مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) الزخرف/41 ، فَقَالَ: قَالَ أَنَسٌ:" ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَقِيَتِ النِّقْمَةُ ، وَلَمْ يُرِ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ حَتَّى مَضَى ، وَلَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا وَقَدْ رَأَى الْعُقُوبَةَ فِي أُمَّتِهِ إِلَّا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » .

هكذا رواه الحاكم ، ولم يزد على ذلك .

أما الشق الآخر وهو محل السؤال فلم يروه الحاكم إنما تخريجه كما مرّ ، وليس له إسناد متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو عن قتادة قال :" وذكر لنا .." . هكذا مرسلا ، والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب